• لبنان
  • السبت, أيار 24, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 5:47:18 م
inner-page-banner
مقالات

المتطرف "موشيه فيجلين" وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

صرح السياسي وعضو "الكنيست" السابق المتطرف بتاريخ 21 مايو 2025 بأن "كل طفل أو رضيع في غزة عدو، العدو ليس حماس، نحن بحاجة لغزو غزة والتأكد ألا يبقى طفل غزي واحد".

لطالما كان الطفل الفلسطيني في نظر الإرهابي الصهيوني يمثل جيشا مستقبليا بعدته وعتاده. وبالتالي فهو يشكل التهديد الوجودي له، وفي المقابل هو مشروع حياة للفلسطيني. فحين اجتاحت العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨ القرى والبلدات ضمن حملات التطهير العرقي، كانت بعد تدمير البيوت وسرقتها وقتل أصحابها، تقوم ببقر بطون الحوامل وإخراج الأجنة وحزّ رؤوسها بالحراب والسكاكين، ثم التمثيل بالجسد الصغير ورميه جانبا، تحرقه أو تتركه لتأكل منه جيوش الذباب حتى تشبع.

هذه هي العقيدة الدموية التي قامت عليها الحركة الصهيونية قبل عقود بحجة " الأمن". العقيدة التي ترى في الفلسطيني بحد ذاته خطرا على وجودها، وخاصة الطفل الذي يشكل البذرة الأولى للمقاومة والبندقية المؤجلة.

ولنعود أيضا إلى ما بعد قيام دولة الشتات وتحديدا عام 1987، وهو عام انتفاضة الحجارة، حين أصبح الحجر سلاح الطفل الفلسطيني، يواجه به الدبابة والسيارة العسكرية كما يواجه الجندي المدجج بالأسلحة الفتاكة. هذا الجندي الذي كان يرى هذا الطفل مدفع موجه نحوه والحجر هي القذيفة التي ستقضي عليه، كان أيضا القادة يرون نفس الصورة، بدليل ما أمر به "إسحاق رابين" جنوده، بكسر أيدي الأطفال وعظامهم. هو أمر بذلك حتى لا تعود اليد الصغيرة قادرة على حمل الحجر، لكن "رابين" أمر بذلك ليس لأنه يخشى الحجر بحد ذاته، بل لأن ما كان يرهبه حقيقة هو ذلك الماس الذي يتبلور ويزداد صلابة وحدة بسبب حمل الحجر. إنها الروح التي لا تنكسر والغضب الذي يتأجج فيها، إنها ببساطة جذوة الإرادة التي تتقد في تلك الروح بسبب حمل اليد الغضة للحجر، هذه اليد التي حملت اليوم الحجر هي ذاتها التي ستحمل السلاح في المستقبل.

واليوم وبعد عقود، تعود الصورة بأكثر أشكالها قبحا وعنصرية. فالمتطرف "موشيه فيجلين" يصرح علنا أن المطلوب "أن لا يبقى طفل غزي واحد في غزة". وكأن دولته تخوض حربا ضد الأطفال والأجنة، من دير ياسين إلى الطنطورة فاللد واليوم في غزة، الصوت الممتد واحد "اقتلوا هذا الجيش في مهده".

إن المعادلة واضحة ف "موشيه فيجلين"  ما صرح بهذا التصريح القبيح إلا لأنه يرى في كل طفل في غزة مشروع مقاومة، وبالتالي فهو يجب أن يكون مشروع اغتيال. وهذا إنما يدل على تبرير الإبادة بهدف استعادة "الردع" وسط "حرب نظيفة" كما تسميها دولة الاحتلال، يغدو فيها الطفل رقما في خضم الإبادة والرقم مهمل ومنسي حين يتعلق بالفلسطيني.

 غير أن الجرائم يحفظها التاريخ من أجنة 48 إلى الأيدي المكسرة عام 87. ودولة يحرض سباسيوها وقادتها على قتل الأطفال والمناداة بحرمان الرضع من الحليب، ليست سوى دولة شاذة، بل كيان مشوه، يتنفس بالخوف ويقتات على الإبادة، ويبرر إبادة الرضع باسم "الأمن".

وحين يقول "موشيه فيجلين"العدو ليس حماس" فهذا يدل على أن هذه الدولة لا تخاف الجيوش ولا التنظيمات، هي تخاف من الطفل الذي كان شاهدا على إبادة أسرته وأهله، هذا الطفل الذي سيكبر يوما، وهذا اليوم ليس ببعيد وإنه لناظره لقريب.

فطفل غزة يكبر قبل أقرانه، يتغذى على مشاهد الموت والدمار، على ليالي الجوع والبرد والعطش، يتغذى على مسار النزوح الصعب وأشواك الطريق التي نهشت لحمه وشربت من دمه.

ولأن المجرم يعرف ما ارتكب وأنه من الطبيعي أن يكون ذات يوم، هدف سهل لسلاح مقاوم كان بالأمس رضيع، فقد قال "موشيه فيجلين".."يجب ألا يبقى طفل غزي واحد"..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة