بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
كتب الصحفي عمرو طبش "الطفلة نور الهدى حجاج من مدينة غزة، تبلغ من العمر ٧ سنوات، وتعاني من مرض جلدي نادر (مرض جلدي من النوع أ) وتتدهور حالتها الصحية بشكل متسارع نتيجة انعدام الرعاية الصحية الأساسية".
وعند إدارة محركات البحث على جوجل، وجدت أن هذا المرض هو ما يعرف بالتهاب الجلد التأتبي، وهو نوع من أنواع الأكزيما التي ينتج عنها حكة شديدة في الجلد وطفح أحمر اللون، في بعض الحالات الشديدة قد يتسبب الطفح الجلدي في ظهور انتفاخات مليئة بسائل شفاف. وتتعلق شدة أعراض التهاب الجلد وحطورتها بالمساحة المصابة من سطح الجلد. كما يتعلق بفترة الإصابة ودرجة الحكة في تلك المنطقة وما إذا كان هناك تلوث في مكان الطفح. ومن مضاعفاته تقشر وحكة جلدية مزمنة.
نور الهدى الطفلة التي نهش هذا المرض الذي أصبح خطيرا على جلدها الطري، لم يتبقى منها إلا عينين واسعتين تدينان الظلم الواقع عليها وعلى غزة من القريب قبل البعيد.
سبع سنوات فقط وكل خلية في جسدها الهش تصرخ وتفضح كل من تخاذل وتآمر على غزة. غزة التي تحولت إلى حقل تجارب لكل شيء، للأسلحة، للقسوة وللظلم. غزة حيث يموت الناس فيها ببطء، نور الهدى واحدة ممن يمارسون هذا النوع.
نور الهدى تعاني من مرض جلدي نادر في أخطر مراحله، صحيح أنه ليس بأندر من الضمير العربي ولا أشد فتكا من خنوع الشعوب إلا أنه يفترسها بعنف بسبب انعدام الدواء وانهيار المنظومة الصحية جراء فصف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة. بالأمس خرج غزة الأوروبي تبعه الأندونيسي واليوم مستشفى العودة. ناهيك عن الحصار وانهيار البنية التحتية.
وكل هذا سببه ليس فقط ما ترتكبه دولة الشتات الظالمة، وقد قلتها ألف مرة إن الكارثة والمتسبب الأول هي الأنظمة العربية التي تتفنن باستعمال السوط على شعوبها، لكنها عند غزة تخرس، وعند ذكر فلسطين تقطع لسانها وترمي به إلى مزبلة التاريخ.
مرض نور الهدى وغيرها من أطفال غزةهو طعنة قاتلة في كرامتنا جميعا، جسدها المسلوخ ما هو إلا مرآة لوجوهنا المتقشرة، وكل صرخة جراء الألم إنما هو فضيحة لواقعنا.
فأين الإنسان فينا ونحن نمر على صورها مرور الكرام بعد أن نتألم قليلا ثم نواصل يومنا وكأننا لم نشهد على جريمة ضمن آلاف الجرائم اليومية في قطاع غزة؟؟
في مستشفيات غزة وتحت خيم ممزقة وجدران مهدمة تسكن جرائم كتبها التحالف الصهيوأمريكي عربي بمداد من دم، فنور الهدى مرضها لا يقتصر على جلدها الممزق المتقشر الذي وصل إلى مراحله الخطيرة حيث التهم أصابع قدميها بشراسة، بل هي مريضة بجرح أعمق عمره تجاوز ال ٧٧ عاما..هذا الجرح الذي لم يكتفي بسرقة الأرض، بل سرق الماء والغذاء والدواء.
العالم اليوم شريك بالجريمة، فأمريكا وغيرها من غرب وعرب لا يمولون السلاح فقط، بل يمولون الألم ليستشري في الأجساد الصغيرة هناك في غزة. هم مولوا لصراخهم وجوعهم وقهرهم وشرعنوا المرض ومنع الدواء.
ولا زلنا نتساءل من هو المتسبب بمعاناة الطفلة نور الهدى؟؟؟
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..