• لبنان
  • الخميس, أيار 22, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 10:43:49 ص
inner-page-banner
مقالات

هل تبقى قوات اليونيفيل في جنوب لبنان..؟؟

حسان القطب ـ بوابة صيدا

القوات الدولية (اليونيفيل) الموجودة في جنوب لبنان منذ عام 1978، عقب الاجتياح الاسرائيلي آنذاك، وقد جاءت عقب اصدار القرار الاممي رقم 425، ومن ثم تم تجديد دورها، مع الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006، وصدور القرار 1701، الذي زاد من عديدها الى حوالي 13500 جندي وحدد مهماتها الامنية بالتعاون مع الجيش اللبناني بهدف ضبط الوضع في جنوب الليطاني.. ومنع وجود سلاح ومسلحين على الجانب اللبناني من الحدود..

ولكن اصبح بامكان القوات الدولية التحرك، بدون التنسيق او التعاون مع الجيش اللبناني بعد ان تم تعديل مهامها، وقد اكدت ذلك قيادة اليونيفيل بالقول: (قواتنا تستطيع التحرك في جنوب لبنان مع الجيش وبدونه..)... ولكنها لا زالت تتصرف وتتحرك بالتنسيق مع الجيش اللبناني احتراماً لمؤسسات الدولة اللبنانية الامنية..!!

تبلغ ميزانية القوات الدولية المتداولة بطريقة غير رسمية حوالي 800 مليون دولار، يتم صرف جزء كبير منها في جنوب لبنان، من خلال توظيف مترجمين ومساعدين ونفقات خدماتية وايجارات، كما ان القوات الدولية تشتري اغراضها من لبنان وليس من الكيان المحتل، اضافةً الى ذلك فإن القوات الدولية تقوم بتقديم المساعدات لابناء القرى الجنوبية، طبياً ومدرسياً ورياضياً وزراعياً.. كما تقدم مساعدات عينية باصلاح البنية التحتية في بعض القرى من طرقات وارصفة ومدارس وغيرها..

فوجودها في جنوب لبنان يقدم خدمة كبيرة لابناء القرى الجنوبية، سواء بالتوظيف الذي يتحاصصه الثنائي الشيعي، بالتنسيق مع قيادة اليونيفيل، او بتقديم الخدمات الذي تستفيد منه القرى الجنوبية على مختلف انتماءاتها..

ومع ذلك نرى منسوب التحريض على القوات الدولية لدى قيادة حزب الله واعلام حزب الله مرتفع جداً.. خاصة عندما يقترب استحقاق التمديد للقوات الدولية في جنوب لبنان.. والذي يتم دورياً في شهر آب/اغسطس، من كل عام.. اذ منذ بضعة اسابيع وتتوالى الاعتداءات على القوات الدولية تحت مسمى الاهالي، من خلال منع دوريات القوات الدولية من تنفيذ مهماتها، واجبارها على التراجع او وقف مهمتها او تغيير مسارها.. مع اطلاق الاتهامات لها بأنها تتعامل مع الكيان الغاصب، وتحاول ضرب او استهداف ميليشيا حزب الله..

احد الناشطين الاعلاميين يقول ان الهدف من استفزاز القوات الدولية هو دفعها لاطلاق النار والتورط في سفك دماء المدنيين اللبنانيين مما يسيء لدورها ومهمتها، بالرغم من انها تملك صلاحية التصرف والرد على الاعتداءات سواء كانت باداوت بسيطة او بالسلاح، وسبق ان تعرضت دورية للقوات الدولية على طريق صور لاطلاق نار وسقط قتيل من الكتيبة الايرلندية، وتمت تسوية القضية بطريقة لا تخدم لبنان ولا علاقاته الدولية وكذلك دور القوات الدولية..

وجمهور حزب الله الذي يتصدى للقوات الدولية ويمنعها من اداء دورها، زرع في ذهنه ان هذه القوات لا تطلق النار وليس من مصلحتها ذلك، من هنا نرى حجم التمادي والتهجم على دوريات القوات الدولية، والتطاول عليها ومحاولة تجريد عناصرها من السلاح او الهواتف وغير ذلك..

اسرائيل لها مصلحة في الغاء دور ووجود القوات الدولية لانها تشكل عائق امام ممارساتها الاجرامية الى حدٍ ما، لان هذه القوات تنقل لقيادتها كما لقياداتها الوطنية ما تراه وتشاهده من قصف وتدمير وقتل في القرى الجنوبية، وبالتالي غياب هذه القوات يشكل خدمة لاسرائيل التي تضغط على الولايات المتحدة لانهاء مهمتها في لبنان، وكذلك لتوفير نفقاتها..

ما يخسره لبنان في حال تم الغاء وجود ودور القوات الدولية في جنوب لبنان:

- سياسياً، خسر لبنان الغطاء الدولي الذي يحمي حدوده الدولية من ناحية تثبيت الخط الازرق ومن ثم انهاء عملية الترسيم البري التي يجب ان تستند الى اتفاقية الهدنة عام 1949

- تفتح الحدود واسعاً بشكلٍ سافر امام التحركات الاسرائيلية خاصةً ونحن نشهد مطالبات من بعض المتطرفين الصهاينة بانشاء مستعمرات صهيونية على الاراضي اللبنانية..

- خسارة الدعم السياسي والعسكري الذي تؤمنه القوات الدولية للجيش اللبناني والحكومة اللبنانية في تأكيد تنفيذ لبنان لبنود اتفاق القرار الاممي 1701، والاضاءة على الخروقات الاسرائيلية المتكررة لهذا القرار..

- خسارة الانفاق المالي الذي يتعلق بنفقات القوات الدولية على الاراضي اللبناني من مساعدات وايجارات ورواتب..

الخلاصة

وجود القوات الدولية، على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ضرورة لا بد منها، لاسباب كثيرة كما اوردنا، والتعامل معها بهذه الطريقة المسيئة قد يؤسس لمرحلة جديدة لا يتحمل الكيان اللبناني التعامل معها لانعدام قدراتها العسكرية والمادية والضرر والاضرار الذي سوف يتحمله لبنان عموماً وابناء الجنوب خصوصاً اكثر مما يتصوره البعض، والعبث بهذه الطريقة السخيفة التي يقوم بها عناصر ميلشيات حزب الله والثنائي الشيعي انما تبرر انهاء مهمة القوات الدولية دون تقديم بديل لحماية الحدود وحماية الجيش اللبناني من العدوان الصهيوني.. ان من يتخذ قرار استفزاز القوات الدولية واعطاء مبررات انسحابها وانهاء خدماتها انما يخدم المصلحة الصهيونية لا أكثر.. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة