• لبنان
  • الأربعاء, أيار 14, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 6:29:26 م
inner-page-banner
مقالات

"القربان" كأداة استعمار... الأقصى بين سلاحين

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

للقرابين في الفكر الصهيوني عمق رمزي يرتبط بفكرة "الخلاص" وعودة "المخلص المنتظر" الذي لن تتم عودته إلا بإعادة بناء "الهيكل الثالث" المزعوم مكان المسجد الأقصى بعد هدمه. وبحسب خرافات كتب اليهود فإنه في القرن الأول الميلادي حيث تم تدمير 'الهيكل الثاني" على يد الرومان، فقد انتهى زمن الذبائح في اليهودية التقليدية. غير أن الفكر الصهيوني الحديث، أعاد إحياء هذه الفكرة العقائدية بهدف ربطها بالأرض والهوية والدولة. بمعنى أن هدف إحياء هذه الفكرة، هو سياسي استعماري إحلالي.

واليوم ما تسمى بمنظمات "جبل الهيكل" وهي جماعات يمينية متطرفة تعمل لأجل "هدم المسجد الأقصى" وبناء "الهيكل الثالث" على أنقاضه وتحظى بدعم حكومي، لم تعد تخفي أهدافها، بدليل التصريحات الموثقة من قبل قياداتهم والتي تقول "نحن نهيئ المذبح، وننتظر اللحظة المناسبة لإقامته مكان المسجد الأقصى".

وبناء على ذلك فإنه لا مجال للغرابة أو الدهشة من مشهد المستوطن الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحاول إدخال "قربان" إلى المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة بتاريخ 12 مايو 2025. فهو إعلان عقائدي صريح ومحاولة لتطبيق ما تسعى إليه جماعة "جبل الهيكل" لإحياء ما يسمى "الهيكل الثالث"، ومحاولة لفرض السردية "التوراتية" بالقوة على حساب التاريخ والهوية الإسلامية وأحقية الأمة الإسلامية بالمسجد الأقصى الذي يعتبر رمزا إسلاميا.

هذا المسجد الذي يجتمع عليه اليوم سلاحين. سلاح الاحتلال العسكري وسلاح "اللاهوت الاستيطاني".

وما محاولة ذلك المستوطن إدخال "القربان" وذبحه، إلا إعادة مشهد تتواطأ فيه دولة الاحتلال مع "جماعات الهيكل"، بهدف تحطيم أحد أعمدة ثوابت الهوية الإسلامية في القدس.

فأين هي الامة الاسلامية مما يحدث؟ أين هي من صلاح الدين الذي حرر مسجدها ذات وقت؟ بل أين هي من معركة البراق، حين انتفضت فلسطين بكامل مدنها وقراها وزحفت نحو حائط براق نبيهم دفاعا عنه؟ أين هذه الأمة ممن ضحوا بأرواحهم فداء لقدسية المكان؟ أين هي من محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير الذين علقتهم بريطانيا على أعواد مشانقها لتربي بهم الأمة؟ أين الأزهر؟ وأين الجيوش العربية التي باتت بضاعة تُعرض في "فاترينات" الدول بعتادها ودباباتها وطائراتها، تتحرك فقط لحماية العدو؟.

 أي ذل هذا الذي وصلت إليه خير أمة أخرجت للناس، وخطوط الكرامة والعقيدة تُداس بأقدام مستوطني الشتات؟ فهل تنتظر أن ينصب المذبح فوق قبة الصخرة حتى تنتفض؟

هل تنتظر أن يراق دم "القرابين" على ساحات المسجد الأقصى؟ ألا يكفيها ان ساحات المسجد الأقصى باتت مسرحا لأداء الطقوس "التلمودية" الفاسدة؟

ولكن.... يبقى الأمل...

فبالأمس حين نامت الأمة عن استباحة المسجد الأقصى، أيقظها صلاح الدين. والعدو إن ظن أن بوابات المسجد ستبقى مغلقة أمام الجهاد إلى الأبد، فهو قد نسي أن خلفها أمة وإن خمدت فإنها لا تموت..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة