عبد معروف ـ بوابة صيدا
أعلنت حكومة تل أبيب رسميا عن تشكيل لجنة أو وكالة لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
القرار الاسرائيلي يعني بوضوح أن القيادة الاسرائيلية مازالت على إصرارها بتهجير أهالي القطاع، ضاربة بعرض الحائط كل النداءات والمناشدات وبيانات الرفض والاستنكار التي أطلقت بالقمة العربية الأخيرة في القاهرة وأطلقت من عواصم عربية ودولية، وتواصل تل أبيب عدوانها بالمجازر وحرب الابادة والتدمير ووضع المخططات وتشكيل اللجان والوكالات بهدف التهجير.
وهذا يعني أيضا أن كل القرارات الدولية والشرائع المعنية بحقوق الانسان والشعوب، لم يعد لها قيمة بالقاموس السياسي الاسرائيلي الذي يعتمد على حروب الابادة والمجازر والتهجير من أجل تحقيق أهدافه العدوانية.
وأمام هذا المشهد الاجرامي المستمر في قطاع غزة، تقف الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية عاجزة ومشرذمة وضعيفة ومهترئة أمام هول المجازر وحرب الابادة، وهي ترى وتسمع لكنها فقدت قدرتها على المواجهة والتصدي للعدوان، واكتفت بأضعف الإيمان: بالدعاء والخطابات والمهرجانات والشعارات ورفع الرايات وكفاهم شر القتال (باستثناء ثلة من الأبطال تقاتل في غزة وتتصدى في الضفة).
بدورها، الأنظمة العربية عاجزة ليس عن حماية الشعب الفلسطيني من عمليات القتل وحرب الابادة والتهجير فحسب، بل عاجزة أيضا عن إبعاد الخطر الصهيوني حتى عن عروشها وأقطارها، وهي تعلم أنه خطر حقيقي لكنها عاجزة عن المواجهة وتعمل على تقديم المزيد من التنازلات والولاءات لتل أبيب وواشنطن لتبقى على قيد الحياة دون أن يرجف لها جفن أمام ما يجري في غزة.
ويقف المجتمع الدولي صامتا وغافلا عن القوانين والشرائع المعنية بحقوق الانسان والشعوب، يراقب هذا المجتمع ما يجري من عمليات قتل وتدمير وتهجير في غزة، دون مبالاة وبصمت مخيف يصل إلى حد تأييد ومشاركة تل أبيب في عدوانها.
إصرار الاحتلال الاسرائيلي على تنفيذ مخططاته بتهجير سكان قطاع غزة إلى خارج وطنهم، يشكل طعنة في صميم الكرامة الوطنية الفلسطينية والعربية ووسام عار على جبين المجتمع الدولي، لكن حقيقة يجب أن نعترف بها، أن الكثير ممن يعيش بيننا لم يعد تثيره انهيار الكرامة ولم يعد يرى مخاطر الاحتلال الاسرائيلي والسيطرة الأمريكية حتى على عوراته (الذابلة) تحت أقمشة بالية من الشعارات والخطابات الرنانة، فأساليب المواجهة المتبعة لم تعد تجني سوى الخيبة، ولم تتمكن من دحر العدوان ووقف مخططاته، ووضع حد لحرب الابادة وعمليات التهجير التي يتبعها العدو، وعلى الفلسطينيون والعرب أن يستعيدوا كرامتهم وشرفهم، مقدمة للحشد والوعي ومواجهة المخططات العدوانية المتعددة الأطراف، فلا إمكانية لقتال العدو الاسرائيلي وليس هناك أمل بدحر الاحتلال والمواطن العربي يعاني الذل والنهب والفقر والاستبداد، ولا مجال لتحقيق العدالة والديمقراطية والعيش بكرامة بعيدا عن الفقر والحاجة إن لم يكن في إطار الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ووقف النهب الخارجي وخاصة الأمريكي للثروات العربية.
لا شك أن الخطر الصهيوني الداهم في فلسطين والسيطرة على الأرض، هو حلقة من حلقات العدوان الاسرائيلي على الأمة العربية بأساليب ومخططات مختلفة، بالتعاون مع الولايات المتحدة التي تعمل على السيطرة من خلال نهب الثروات والسيطرة على الأسواق والغلاء والبطالة والافقار والتخلف وإثارة النعرات والصراعات الطائفية والمذهبية.
وإذا كانت حلقة الصراع الرئيسية اليوم هي في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، فإن الدفاع عن فلسطين هو واجب عربي، لأن فلسطين أرض عربية، والخطر الصهيوني على أي بقعة من الأرض هو خطر على كل العرب، وإذا كانت العيون تتجه نحو غزة اليوم، فحالة الفقر والعوز والذل والاستبداد والقمع والقهر التي تعم الأقطار العربية تشكل خطرا على المواطن العربي لا يقل عن الخطر الداهم في فلسطين.
الأهداف مترابطة بعدو مترابط وعلى قوى المواجهة العربية القادرة (في حال وجودها) أن تترابط وتتوحد وتوحد أدواتها في مواجهة المشروع الاسرائيلي الأمريكي، إنها مسؤولية الأحزاب والقوى والنخب السياسية والأطر النقابية العربية.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..