• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:14:03 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ البيجر وأدرينالين "نتنياهو"

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

يبدو بأن عملية تفجير البيجرات في لبنان قبل أيام والتي استهدفت الآلاف من عناصر حزب الله قد أعطت "بنيامين نتنياهو" جرعة زائدة من الأدرنالين، دفعته لإضافة هدف رابع إلى قائمة أهدافه الثلاثة الأولى والتي لم يحقق منها شيئا.

هذا الهدف يتضمن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد القضاء على المقاومة في لبنان.

ويبدو بأنه يتناسى الفشل والإذلال الذي مني ولا زال به جيشه في قطاع غزة المحاصر والضيق. ويبدو أيضا أن تلك الجرعة أنسته الاختلاف بين غزة وجنوب لبنان من حيث الطبيعة الجغرافية.

وأن أرض غزة بالرغم من استوائها إلا أن جيشه فشل فيها فكيف بالجنوب اللبناني الذي يمتاز بوعورة تضاريسه وكثرة الخوانق النهرية والمرتفعات الجبلية. وكثافة الأحراج والوديان التي تصعب على الجيوش النظامية الغريبة عن الأرض والتي تجهل طبيعتها؟

لكن من الظاهر أن "نتنياهو "بالفعل يظن أن عملية التفجير الجبانة تلك ستمنحه زمام حسم الحرب وأنه سيدمر المقاومة في الجنوب ويحلم بأيام أو أسابيع للوصول إلى نهر الليطاني والسيطرة عليه. وتحقيق أمنية "ديفيد بن غوريون" حين قال "إن أمنيتي في المستقبل جعل الليطاني حدود إسرائيل الشمالية".

وتنفيذ مطامع "ليفي أشكول" أحد رؤوساء دولة الاحتلال حين قال ذات عام "لا يسع إسرائيل الظامئة أن تقف مكتوفة اليدين وهي ترى مياه الليطاني تتدفق إلى البحر، إن القنوات باتت جاهزة في اسرائيل لاستقبال مياه الليطاني".

وخاصة بعد ما تناقلته بعض الأخبار عن أن عملية التفجيرات مخطط لها مسبقا حيث عملت عليها الولايات المتحدة الأمريكية منذ ١٥ عاما؟ لذلك كله قرر "نتنياهو" جر جيشه الجبان إلى الشمال، هذا الجيش الذي لا يتقن سوى لغة القتل وارتكاب المجازر. يرمي صواريخه وقنابله من الجو أي خوض المعركة "عن بعد"، أي بعيدا عن ساحة القتال البري الذي يجبن هذا الجيش من الاقتراب منها لأن الموت يرهبه..ذلك الموت الأكيد الذي يحسب له هذا الجبان ألف حساب لو نزل إلى الميدان. كما أن قناعتهم أن امتلاك الأسلحة المتطورة ستحميهم في أية معركة، وأنها كافية لوحدها لحسم نتيجة الحرب.

ونعود إلى إعادة السؤال السابق نفسه ،هل سيتجرأ "نتنياهو" على خوض هذه الحرب في الجنوب وجيشه لم يقدر على إيقاع هزيمة بالمقاومة الفلسطينية في غزة،

بالرغم مما ادعاه مع جيشه من تحقيق الانتصارات على حماس؟

إنهم يكذبون والدليل ما صرح به اللواء احتياط "عادي شامني" القائد الأسبق لفرقة غزة وقائد المنطقة الوسطى والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء حيث قال لصحيفة "نيويورك تايمز" "أنه لا يزال الآلاف من مقاتلي ومسؤولي حماس يسيطرون على أجزاء كبيرة من القطاع، وفي المدن التي سيطر عليها الجيش لفترة وجيزة خلف انسحابه فراغا ملأته حماس والفصائل المسلحة الأخرى على الفور. ولا يمكن إنكار أن الكيان ألحق أضراراً جسيمة بقدرات حماس العسكرية، لكن حماس استعادت السيطرة على المدينة التي انسحب منها الجيش خلال ١٥ دقيقة لا يمكن لأحد أن يهدد حماس عندما تغادر القوات الإسرائيلية".

فهل جيش "نتنياهو" الجبان مستعد بالفعل لتحقيق الهدف الرابع وصواريخ المقاومة في الجنوب لا زالت تتساقط في الشمال؟

وما معنى أن يخرج اليوم ٢٠/سبتمبر/٢٠٢٤ "وري كيلنر" رئيس المجلس الإقليمي للجولان بعد سقوط العشرات وسط الجولان، ليقول "حزب الله لا يخاف منا..حكومة إسرائيل لا يكفي أن تضيف الشمال إلى أهداف الحرب، بل يجب التحرك فورا لإعادة الأمن إلى سكان الشمال".

أم أن خيار "نتنياهو" القذر هو إلقاء قنبلة ذرية للتخلص من الجنوب ومن بيروت ومن ثم إعادة الأمن للشمال؟ أم أن هنالك من سيخضع "النتن" لصدمة تعكس فعل الجرعة التي أصابته بجنون النصر والعظمة فينقلب السحر على الساحر؟ 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة