بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
تعتبر دولة الاحتلال وليدة "الأمم المتحدة"، ولولا ذلك لما أقدمت بتاريخ ١٤/مايو/١٩٤٨ وهو اليوم السابق لانتهاء الانتداب البريطاني الغادر بتعيين وسيط يراقب ولادة الدولة والوقوف إلى جانبها في حالة أي تعسر للولادة.
وهذا الوسيط هو الكونت "فولك برنادوت" أحد أفراد الأسرة المالكة السويدية. وبالرغم من أنه في الحقيقة كان يميل إلى جانب الصهاينة شأنه بذلك شأن أغلبية الأوروبيين، إلا أنه قرر أن لا يظهر أي تحيز إلى أي جانب.
وبالفعل كانت إحدى توصياته في التقرير الذي قدمه إلى "الأمم المتحدة" ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم.
وهنا أقدم أعضاء ينتمون إلى جماعة "هازيت هامولديت"، وهي جماعة تنتمي إلى عصابة "شتيرن" الإرهابية على اغتياله.
ويذكر أنه حينما وصف أحد الجنرالات على إثر اغتيال الكونت، أن الاغتيالات هي بالغة الخطورة للهدنة وسوف تطالب "الأمم المتحدة" بتفسير كامل لتلك الاغتيالات، لم يتم تقديم أي تفسير لها. فكيف للولد أن يقدم تفسيرا لأمه التي تدعمه وتقف خلف تمرده وقراراته؟
وتعتبر هذه الحادثة هي الأولى وليست الأخيرة في سلسلة الحوادث في تاريخ الإرهاب الصهيوني ومواقف "الأمم المتحدة" وتواطئها وتغاضيها عن تلك الحوادث منذ ولادتها وحتى السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ حين شن جيش اللا أخلاقي حربا لم يسبق لها مثيلا في التاريخ. لا في تاريخ البشر ولا الحجر ولا الحيوان.
فالظلم الذي أوقعته هذه الدولة على غزة، فاق التصور وسط دعم مجلس الشيطان لها بكافة أنواع الدعم، ووسط صمت وتواطئ العربان المستعربة، عبيد ذلك المجلس ولاعقي الأحذية الغارقة إلى رأسها في دم الأبرياء في غزة.
تلك الزوائد المقززة التي لطالما أفرزت سم قيحها من تحت الطاولات، واليوم تبخ ذلك السم بوقاحة سافرة أمام العالم وأمام شعوبها المقموعة الجبانة وتساهم في قتل أطفال غزة بفيروس ذلك المرض الذي يحرمهم من نعمة المشي وقد يقتلهم.
اليوم الأم التي ولدت دولة الاحتلال والتي تسمى "الأمم المتحدة" تقترح خطوة تسميها إنسانية، وقد تكون أبعد ما تكون عن تلك الإنسانية التي تدعيها.
تتمثل الخطوة بهدنة قصيرة تهدف إلى تطعيم الأطفال ضد فيروس شلل الأطفال، هذا القاتل الذي تسبب بانتشاره في القطاع مجلس الشيطان ورؤوسه القذرة حين صمت عن جرائم الاحتلال وتدمير البنى التحتية فيه.
ويقال بأن "بنيامين نتنياهو" وحكومته يسعون إلى إفشال هذه الخطوة من خلال ما صدر عنه من تصريحات يتحدث فيها عن تخصيص أماكن ومربعات معينة داخل القطاع من أجل إتاحة الفرصة للتطعيم على حد زعمه دون الموافقة على هدنة.
ويحق لنا أن نتسائل عن النية الحقيقية للأم الشرعية لدولة الاحتلال من وراء هذه القصة؟ وما الذي يحاك لأهلنا في غزة من مخططات ومؤامرات خبيثة؟ ذلك لأن التاريخ علمنا الكثير عن تلك المنظمة التي لم تسعى يوما لما فيه الخير للشعب الفلسطيني منذ قيامها وإلى يومنا هذا وخاصة أنها كالأفعى ناعمة الملمس لكن سمها قاتل.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..