مقالات

تغريدات الخامنئي من منظور (الذكاء الإستراتيجي) و (الحكمة السياسية)!!

د. محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا

الخامنئي يحتل حاليا أربع دول عربية، وقد أحالت مليشياته هذه الدول إلى خراب، وقتلت وشردت الملايين.

والآن جاءت تغريداته لتعطي قدرا من الشرعية الكاذبة لكل جرائمه هذه، ولتدفع مليشياته إلى مزيد من القتل لأن هذه الدول تمثل (جيش يزيد)!  .

هنا ظهرت العبقرية الفذّة لبعض مفكرينا الأشاوس؛ تتغافل عن كل هذه الجرائم الواقعة والمستمرة، لتفتح كتب التاريخ وتنقب عن أقوال العلماء والمؤرخين في شخصية (يزيد)، كأن الخلاف بيننا وبين الخامنئي هو حول (ميت من الأموات) اسمه يزيد، والحل هنا سيبدو سهلا جدا؛ أن نقنع الخامنئي أننا لسنا من أتباع يزيد ونأتي بقول الإمام أحمد والإمام الذهبي وغيرهما، وهنا ستسقط الحجة وسيأمر الخامنئي قواته بالانسحاب من العراق و سوريا و لبنان و اليمن ! وسيقول لنا: أنا آسف كنت أظنكم (من جيش يزيد)!.

أخشى أن تنتقل هذه (الخبرة الإستراتيجية) إلى إخواننا في غزّة فالإعلام الصهيوني يصف المقاومة بأنهم (دواعش)، وبنفس المنطق يكون الحل بالبحث عن تاريخ داعش، وقادتها، وتقديم ما يثبت براءة حماس من هذه التهمة، آنذاك سيحرج النتن ياهو  وأذرعي..

أنا في الحقيقة لم أتفاجأ من هذه الطروحات المشبوهة، والتي أقل ما فيها أنها تغطي على الجرائم الواقعية بالمجادلات التاريخية و (الجنجلوتية)..

لكن الذي فاجأني انجرار بعض المتابعين فعلا لهذا الجدل (البيزنطي) العقيم..

إن محور النقاش العلمي والموضوعي ينبغي أن يدور حول سؤال محدد: هل احتلال إيران لهذه الدول حق مشروع لها؟ أو أنه أحتلال أجنبي تجب مقاومته، كما هو الحال بالنسبة للاحتلال الصهيوني لفلسطين؟ بغض النظر عن المهاترات اللفظية وأساليب الدعاية السياسية الرخيصة؟ وأخيرا فهل فعلا من دمّر حواضر الإسلام الكبرى وأعادها إلى القرن الحجري يحرص على تحرير القدس؟.

وأي مجادلة تأخذنا بعيدا عن هذه الأسئلة، فهي والله إما مجادلة مشبوهة، وإما مجادلة غبية.