• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:42:08 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ وين الملايين؟

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

كنا في السابق نقول أن الأنظمة العربية تعاني حالة من العجز والتردي على صعيد التعامل مع التحديات التي تتمثل بدولة الاحتلال، وأن مواقفها التي كانت عبارة عن استنكارات وشجب هي مواقف ضعيفة وهزيلة وقد أثبتت فشل تلك الأنظمة. غير أننا بعد ٧/أكتوبر/٢٠٢٣ أصبحنا نبحث عن تلك المواقف ونترحم على أيامها مع علمنا في كل وقت أنها لا تغني ولا تسمن من جوع.

فمواقف الأنظمة التي كانت في السابق تحاك بشكل غير معلن ومن تحت الطاولات لصالح دولة الاحتلال، أصبحت اليوم علنية وبشكل سافر مع تجاهل تام للرأي العام لشعوبها.

فمن احتضان للقواعد الأمريكية والغربية التي تخدم مصالحها ومصالح ذيلها الصهيوني بجنودها وعتادها، إلى إمداد شعب هذا الذيل بأفضل ما تطرحه الأراضي العربية من خيرات وصولا إلى قمع المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات التي تندد بالعدوان الصهيوأمريكي غربي عربي على قطاع غزة وحرب الإبادة التي لا تتوقف.

وهنا أستغرب من القمم الطارئة الكاذبة التي تدعى بالعربية، والتي لم تثمر يوما ابتداء من أول قمة عام ١٩٤٦ بدعوة من الملك فاروق حيث شاركت بها الدول السبع المؤسسة لجامعة الخيانة العربية حيث ركزت في ذلك الوقت على القضية الفلسطينية.

وبعد ذلك المؤتمر بعامين، معظم تلك الدول المشاركة باعت فلسطين وقضيتها بأثمان بخسة.

واليوم استكمالا للمواقف لكن المعلنة والوقحة هذه المرة، نراهم يعقدون قمة طارئة بعد ٣٤ يوما من حرب الإبادة على غزة بتاريخ ١١/نوفمبر/٢٠٢٣. حيث كان من مطالبهم التي طرحت إدانة العدوان على غزة ومعظمهم متورط من رأسه إلى أخمص قدميه بهذا العدوان.

كما كان من المطالب وقف التطبيع مع دولة الاحتلال وأكثرهم متورط منذ عقود بعلاقته الحميمية مع تلك الدولة.

والمطالبة بفرض عقوبات على دولة الاحتلال لو فُرضت لكانت تلك الدول في رأس الطابور الذي ستطبق عليه العقوبات. غير أن كل تلك المطالبات لا تغدو أكثر من حبر على ورق يلقى بها في أقرب حاوية للقمامة قبل أن يضع أولهم قدمه على درج طائرته الخاصة المغادرة أرض القمة.

أما النتيجة التي خرجوا بها فكانت مثلها مثل نتائج ما سبقها من قمم على مدى ٧٥ عاما وجميعها تصب طبعا في مصلحة دولة الشواذ.

ولذلك نستطيع أن نقول ونعيد ونكرر أن جميع المواقف العربية لا تتسم بالعبثية واللامسؤولية فقط بل هي للأسف تتسم بالخيانة والتواطئ تجاه غزة.

لكن لماذا غزة؟

الإجابة بسيطة فعندما فازت حركة حماس الإسلامية بتاريخ ٣٠/كانون الثاني/٢٠٠٦ ب ٧٤ مقعدا من بين ١٣٢ مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني، لم تعترف بها دولة الاحتلال ولم تعترف بها كذلك معظم الحكومات العربية. وهنا لنضع ألف خط أحمر تحت العربية، ولماذا لم تعترف بحماس برغم أن الانتخابات اتسمت بالشفافية والنزاهة وتمت تحت أنظار مراقبين دوليين؟

وهنا نقول السبب هو أن حماس لا تعترف بحق دولة الاحتلال بما يسمى "حق إسرائيل في الوجود".

ولأن الدول اللاعربية التي لم تعترف بحماس تعترف ب "إسرائيل وحقها" المزعوم، ولأن عمر كراسي حكامها مرتبط بوجود دولة الاحتلال كان من الطبيعي أن تنكر تلك الدول حق الحركة التي أعلنت نفسها حركة مقاومة وجهاد مسلح هدفها استعادة الأرض وإنهاء الاحتلال. وبالتالي فإن هذا يعني تحرير تلك الكراسي منهم، أولئك الأشبه بالأراكوزات المختومة بأختام أمريكية صهيونية.

أما عن الإجابة عن سؤال تمادي دولة الاحتلال في كافة حروبها ضد فلسطين عامة وغزة خاصة فإن السبب يعود لنفس المسبب ويكمن في ضعف تلك الدول وتواطئها وما تمارسه على شعوبها من قمع وتكميم وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسفارة "الإسرائيلية" فهي خط أحمر ويمنع الاقتراب منها.

لذلك لا نستغرب اليوم ما يحصل من إبادة، كما لا نستغرب حين نسمع أحد المستوطنين قبل أيام يغني في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إذلالا لنا كشعوب عربية "وين الملايين" وموقفه بذلك واضحا بما فيه شماتة  بالفلسطينيين واستخفافا بأمة المليار.  

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة