• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:12:45 م
inner-page-banner
مقالات

"اليوم التالي" لنتنياهو في غزة سيكون مثل اليوم السابق

بوابة صيدا

كتبت الكاتبة الإسرائيلية "نوعا لنداو" مقالاً بعنوان: "اليوم التالي" لنتنياهو في غزة سيكون مثل اليوم السابق.

تقول: "من الاطلاع على الوثيقة القصيرة التي تتكوّن من صفحة ونصف؛ في محاكاة ساخرة لواجب بيتي، بعنوان "اليوم التالي لحماس"، يتولّد الانطباع بأن "اليوم التالي" يشبه بدرجة مدهشة "اليوم السابق". وكما هو سائد في حكم نتنياهو فإن هدف الوثيقة هو التلاعب بالكلمات لإخفاء حقيقة أنه لا يوجد لها أي معنى.

في البداية الشكل. الوثيقة مقسّمة إلى ثلاث فترات زمنية، الآنية والمتوسطة والبعيدة، من أجل إيهام القراء بأن الأمر يتعلق بتطوّر متسلسل. عمليا لا يوجد أيّ تقدم. فقط ركود مثالي.

مثلا، البند الأول الذي هو بعنوان "في الزمن الآني، يتم الشرح بأن الحرب ستستمر إلى وقت غير معروف (في الواقع هي بالطبع "انتقلت إلى مرحلة أخرى"، أي خفتت منذ زمن)، إلى حين تحقيق أهدافها.

وآخر هذه الأهداف، بعد تدمير قدرة حماس وإعادة المخطوفين هو "منع التهديد من قطاع غزة لفترة طويلة". اذا كانت الحال هكذا فإن خطته للمدى الآني هي أن الحرب ستستمر حتى تنتهي. هل فهمتم؟!

المرحلة الثانية، "المتوسّطة". وهي تحتل الجزء الأطول نسبيا في وثيقة الشعارات. هذا مناسب جدا للخطة التي كل جوهرها هو المدى المتوسط. مأزق سياسي أمني لا نهاية له. هو المطهّر في الكوميديا الإلهية.

في هذه الفترة سيعود الوضع في غزة، في جوهره، إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر باستثناء الزينة اللفظية: إسرائيل ستحافظ على حرية العمل، إسرائيل ستتحكّم بغرب الأردن وغلاف غزة وستتم إقامة مناطق أمنية، غزة سيتم نزع سلاحها وما شابه. بكلمات أخرى، لا يوجد شيء لم تفعله إسرائيل أو استطاعت فعله بدون إزعاج قبل لحظة من أكتوبر 2023.

على الجانب الإيجابي لا توجد عودة متخيّلة إلى المستوطنات في غزة، ولا يوجد ترانسفير، ولا حتى قواعد عسكرية في قلب القطاع.

حسب هذه الخطة فإن غزة ستعود إلى الحصار الإسرائيلي المعتاد، ربما أكثر صرامة، بدون التدمير بالطبع ومع إضافة مناطق أمنية جديدة سيتم اقتطاعها من أراضيها.

في مجال نقل السيطرة المدنية فإن التلاعب اللفظي يحتل رقما قياسيا جديدا: القطاع سيتم نقله إلى يد "جهات محلية لها تجربة إدارية" لا تكون متماهية مع دعم الإرهاب.

بالمناسبة، تقريبا يمكننا أن نحسد الغزّيين، لأنه يوجد الآن أشخاص في حكومة إسرائيل لا يشملهم معيار (الإرهاب).

في البند حول مطالبة إسرائيل "منع التطرّف" المدني، يوجد تجديد صغير على صورة مساعدة من دول عربية لها تجربة في هذا المجال. القصد هنا هو دولة الإمارات. هل سيتمّ استبدال الدولارات من قطر بدولارات من الإمارات؟ الأرجّح أننا سنرى هذا وذاك.

في نهاية المطاف "على المدى البعيد" خطة نتنياهو لاتفاق سياسي مستقبلي هي أنه لا توجد لديه خطة. "إسرائيل ترفض تماما" و"إسرائيل ستواصل معارضتها". محاكاة ساخرة، هل قلنا ذلك في السابق؟

خطة نتنياهو لليوم التالي هي أنه لا توجد لديه خطة لليوم التالي. في ظل حكمه فقد حُكم على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يستيقظوا كل صباح ويروا ما كان يريده دائما: "ادارة النزاع" دون حلّه أبدا".  

(ياسر الزعاترة)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة