بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
منذ السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ ودولة الاحتلال تعيش أزمة عدم ثقة تجاه الجيش، أزمة تفكك داخلية، أزمة هروب وخوف، شعور بالعجز وفقدان الأمن، وهذا طبيعي لأي قاتل وظالم، لأي صاحب خطيئة وأية خطيئة؟ لأي سارق وأي سارق؟
وكلما تعمقت الحرب كلما تعمق اليأس وإحساس الوصول إلى طريق مسدود، وإخفاقات القيادات السياسية والعسكرية. وكلما ازداد كل هذا، تنامت مشاعر الرغبة في التعويض عنها بارتكاب المجازر وتنفيذ الاغتيالات لتحقيق شعور بالزهو والنشوة، نشوة الانتصار والثقة بالنفس.
لكن النشوة بماذا؟ والثقة بأي شيء؟ هل اغتيال قائد يعني انتصارا، وخاصة في حركة مثل حماس؟
طبعا لا، فمنذ المعارك التي خاضها المسلمون في الفتوحات الإسلامية، وقائد يسلم قائد. فالمعارك لا تتوقف باستشهاد قائد. والراية تنتقل من يد شهيد إلى آخر حتى إحراز النصر الكامل.
وحرب طوفان الأقصى زعزعت دولة الاحتلال من رأسها حتى أخمص قدميها. وبدلا من زهو عقود لجيش كان يسمى أسطورة، حلت مكانه الرعونة وحالة من انعدام الثقة بين القادة وكبار الضباط من جهة وبينهم وبين الشعب من جهة أخرى. وخاصة بعد انكشاف القناع الزائف لتلك الأسطورة التي تتغذى بالدعم الأميركي وغيره.
٧/أكتوبر كان صدمة لن تستفيق منها دولة الاحتلال إلا وقد عادت إلى مكانها الطبيعي، الشتات.
في ٧/أكتوبر تحطم وهم القوة التي لا تقهر، حيث عاشت دولة الاحتلال عقودا معتمدة على تفوقها التكنولوجي والعسكري الموهوم. واليوم تبدد مع الريح، ريح المقاومة.
المقاومة اليوم بددت الرؤيا الصهيونية التي وعدت بانتهاء ما أسمته تاريخا مأساويا لليهود، وبدأ تاريخ جديد لا يريد نتنياهو له أن ينتهي إلا بالقضاء على دولة الشتات وإيقاعها في مصيدة الزوال والاندثار.
اغتيال القائد إسماعيل هنية رحمه الله لن يشل الفاعلية العسكرية لكتائب القسام.
غير أن عجز نتنياهو عن وقف العمليات العسكرية منذ ٧/اكتوبر وعجزه عن معرفة الخلايا العسكرية التي تقف وراء تلك العمليات هو الذي دفعه لاغتيال القائد الشهيد من أجل التغطية على ذلك العجز من ناحية ومن ناحية أخرى ليطمئن شعب الشتات أن تصفية القيادات السياسية للحركة سوف يوقف عملياتها التي زرعت الرعب في قلوبهم منذ ما يقارب العشر شهور. غير أن العمليات التي نفذتها الكتائب في القطاع والضفة بعد عملية الاغتيال تقول غير ذلك.
وليس غريبا على عقلية مثل عقلية نتنياهو وسلوكه أن تكون بأوضح صورها الدموية الإرهابية السادية والتي لا تقيم وزنا لا للقوانين ولا الأعراف الدولية، وهذه هي طبيعة العقلية الصهيونية.
وعملية اغتيال الشهيد القائد لن تجني منه دولة الاحتلال سوى القضاء على نفسها والذهاب بها نحو النهاية الحتمية. أما حماس فهي ليست حركة هامشية تنتهي باغتيال زعيم أو قائد فيها، بل هي حركة متجذرة وعميقة في أرضها وشعبها. وأبطالها لا يرهبهم الموت لأنهم وهبوا أرواحهم لهذا الموت.
وحركة حماس حركة ولودة، فقائد يسلم آخر والدليل أن من آخر كلمات القائد الشهيد اسماعيل هنية قوله.. (وكما قال الشاعر: إذا غاب سيد قام سيد، إن شاء الله).
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..