• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 12, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:01:55 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ أمريكا وأذنابها إلى الجحيم

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

بعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية وزعيم لا منازع له، احتلت السياسة "الشرق أوسطية" مكانة مهمة في سياستها الخارجية بسبب موقعه الجغرافي السياسي الاستراتيجي وثروته النفطية التي تشكل حوالي ٧٠% من احتياطي النفط في العالم والتخوف من نمو التيارات التحررية، بالإضافة إلى خطر أيديولوجيات راديكالية مثل الوحدة العربية والخطر الإسلامي.

وقد اعتبر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية "دواين أيزنهاور" الشرق الأوسط بانه "البقعة الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في العالم كله".

ولأجل ضمان سيطرتها على هذه المنطقة فإننا نجد بأن ثوابت السياسة الاستراتيجية لها ظلت محددة بناء على أسس مثل، عدم السماح بوجود قوة أخرى منافسة لها في منطقة الشرق الأوسط.

والسيطرة على منابع النفط وممراته والتحكم في التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والأهم ضمان أمن دولة الاحتلال وتفوقها النوعي.

لذلك سعت إلى صنع نظام إقليمي جديد عن طريق سعيها إلى تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال ودول الطوق ودول الخليج العربي بالإضافة إلى دول غير عربية مثل تركيا وإيران والباكستان في محاولة لطمس الهويات الموجودة وإعادة صياغتها وإيجاد هويات جديدة يكون العرب فيها أقلية، وفي المقابل تصبح دولة الاحتلال كيانا طبيعيا ضمن هذا النظام وبالتالي إضفاء الشرعية عليها.

وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل في تنفيذ هذا المشروع، ونجحت مع العديد من دول المنطقة حيث طبعت دول عربية مثل الإمارات والبحرين والمغرب ومصر و و و.. وصولا إلى السعودية. وفي هذا التوقيت جاءت عملية طوفان الأقصى بتاريخ ٧/أكتوبر فقللت من سرعة قطار التطبيع ظاهريا، غير أنه من تحت الطاولات لم يتوقف.

الولايات المتحده الامريكيه لا تعنيها دولة الاحتلال إلا لأنها الشوكة المغروزة في خاصرة المنطقة العربية وأنها تشكل بالنسبة لها المشروع الذي يفتت ويقطع أوصالها وشعوبها من أجل الحفاظ على مصالحها وبقاءها المسيطرة القوية.

لذلك نجدها اليوم تسعى للقضاء على محاور المقاومة التي وحدها الإسلام، أكثر من سعي دولة الاحتلال لذلك.

فها هي حركة طالبان الأفغانية تطلب من إيران الجهاد ضد أمريكا وذيلها الصهيوني. وبالفعل اجتمعت طالبان مع إيران وطرحت رغبتها في دخول الحرب مع حزب الله إن اندلعت الحرب في لبنان.

إن مثل هذه الخطوة تشكل خطرا جسيما، طالما أرعب الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

واستعداداتها اليوم ليست بهدف حماية نتنياهو وحكومته أو شعب الشتات إنما خوفها اليوم يكمن في انتزاع تلك الشوكة التي غرزتها مع دول الغرب في قلب أوطاننا وبالتالي انهيار مصالحها في المنطقة بالكامل. لأن نزع الشوكة وانهيارها يعني القضاء على الأنظمة العربية الخائنة والمتواطئة بالتالي خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق الأوسط إلى اللاعودة.

٧/أكتوبر كان المبضع الحاد الذي فتح الجرح ومهد الطريق لاجتثاث الشوكة ومن زرعها ومن يحميها من الجسد العربي.

أيزنهاور غادرت سواحل البحر الأبيض المتوسط وأصيبت في مقتل بعد تعرضها لصواريخ الحوثي. ورزفلت التي سترسلها الولايات المتحدة لتحل محلها ستغرق بإذن الله في بحر الصحوة العربية.

دولة الاحتلال ستزول وأمريكا ستخرج تجر أذيال الهزيمة والخيبة وستأخذ معها أذنابها فإلى الجحيم. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة