• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 01, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 9:43:22 م
inner-page-banner
مقالات

 الحرب على غزة ـ هل تغير قانون الصراع على البقاء؟

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا 

علمونا منذ تبلور وعينا، قانون "الصراع على البقاء"، وأن البقاء في هذا الصراع هو للأقوى. رسخوه في عقولنا فاستسلمت وتسرب إلى قلوبنا فوهنت.

هذا الاستسلام وذاك الوهن هو الذي فكك الأمة وأضعفها. ودفع بمشردي العالم للانقضاض على فلسطين قلب الأوطان. التهموها تحت ذلك القانون، فغدونا كأننا في غابة، فريسة ومفترس، قوي وضعيف، قادر على البقاء لأنه يمتلك أنياب قاتلة ومستسلم لا يمتلك سوى الخنوع لتلك القوة.

نعم، قانون البقاء للأقوى هو قانون الغاب. فكيف سمحنا لهم أن يطبقوه علينا، إلا لأننا ضعفنا وزاد وهننا ورضينا بالاستسلام.

واليوم تجمعت أمم الشيطان "غربية وصهيوعربية" على غزة، كل واحدة تقضم منها جزءا باسم محفل الشر الذي صنعته شياطينهم، لولا أن طلاب الحرية فيها غيروا القانون.

لقد نجحت المقاومة الفلسطينية بقلب القانون فمن البقاء للأقوى إلى البقاء لصاحب الحق، صاحب الأرض والمقدسات، للأكثر رسوخا والأعمق جذورا. لمن يمتلك الإيمان، لمن فضل الموت على الحياة في سبيل انتزاع الحقوق.

فكلما رخصت الحياة في قلب الإنسان كلما كان أقوى. لأن حب الحياة والقوة لا يجتمعان.

الجندي في جيش الاحتلال يعشق الحياة ويستميت من أجلها، فكم من المرات رايناهم يبكون ويصرخون في مواجهاتهم مع عناصر المقاومة في غزة، هؤلاء الذين يخوضون هذه المواجهات رغما عنهم، أذلاء، لأنهم يتعلقون بالحياة فقط وكلما زاد هذا التعلق، زادتهم الحياة إذلالا، وأرعبهم الميدان وأرعبتهم القنبلة اليدوية حتى وهم يتحصنون داخل دبابة.

كم ارعبتهم هذه المعادلة التي اخترعتها المقاومة، معادلة اسمها، من مسافة صفر.

كم أرعبهم ووترهم هذا الصفر بعد أن تحول بين يدي عاشق الموت إلى أضخم الأرقام.

هذه المعادلة التي حولت الميركافا الحصينة إلى رماد، ذرته في عيون صانعيها.

كل ذلك لأن الحياة عند عاشق الموت تعني الشهادة وهذه الشهادة تمنح الشهيد الحياة الأبدية في الجنة الموعودة. والعكس هو الصحيح بالنسبة لعاشق الحياة الغاصب .

إقرأ لنفس الكاتبة

الحرب على غزة ـ ولما استحكمت حلقاتها فرجت

الفشل في غزة... أصبع الاتهام إلى من يشير؟؟

عدّاء المسافات... البروفيسور "عدنان البرش"

وعاشق الموت الذي يُكبّر حينما يصوّب نحو هدف للعدو، تعبر تكبيرته الحدود، تتلقاها شعوب الأرض، فتهتف بها أيضا، ما أرعب عاشق الحياة ودولته، فتجلى هذا الرعب في أساليب البطش والوحشية من تنفيذ الإبادة على كل شيء في غزة.

وكل مرة تدك المقاومة معقل للعدو تزداد حالة الرعب له فتزداد الوحشية أكثر بحق الابرياء.

فيخرج نتنياهو ليصرح بعدد انتصارات جيشه الجبان وأنهم حققوا هدفهم بالقضاء على المقاومة. غير أن الحقيقة أن هذا الجيش يخفق ولا زال في كل اجتياح له من شمال القطاع إلى جنوبه فلا يستقوي إلا على الأطفال.

فنتنياهو حين ادعى ان جيشه قضى على المقاومة في الشمال وخرج منه نحو باقي القطاع مزهوا بانتصارات كاذبة، دكته المقاومة في الشمال وقتلت عددا غير قليل من عناصر جيشه ناهيك عن تدمير عدد من الآليات.

فما الذي حصل؟ هل عادت المقاومة التي ادعى نتنياهو انه قضى عليها بعد خروجه منها إلى الحياة؟

طبعا لا ،لكن نتنياهو يكذب ويكذب ويشوه الحقائق لأنه لن يتمكن من القضاء على عشاق الموت كما يحلم ويتوهم.

والظفر بإذن الله للمقاومة التي دمرت محفلهم الشيطاني وطاغوتهم "البقاء للأقوى" عندما سنّت قانون البقاء لصاحب الحق وكفى..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة