من صفحات التاريخ

بوابة صيدا

في 13 أيار / مايو 1110م (21 شوال 503هـ) القوات الصليبية تحتل مدينة بيروت التي أطلقوا عليها اسم «جوتييه» وعاثوا فيها فسادًا وارتكبوا مذابح مروعه فيها، حيث كان سكانها خليطاً من المسلمين والمسيحيين، وقد حوصرت بيروت لمدة 11 أسبوعًا حتى سقطت.

في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتحديدا في عام 635م فتح معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه مدينة بيروت، وأمر بترميمها وتحصينها بالقلاع لحمايتها من هجمات الروم الذين حاولوا عبثاً استعادتها عدة مرات.

اتخذ المسلمون بيروت قاعدة عسكريّة، ومنها انطلقت عساكر المسلمين التي حملها معاوية رضي الله عنه على الأسطول الذي فتح به جزيرة قبرص في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وفي أيام أبي جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين، ظهر فيها عدد من العلماء البارزين أهمهم عبد الرحمن الأَوزاعي، المعروف باسم "الإمام الأوزاعي" المتوفى سنة 773.

استعاد ملك البيزنطيين "يوحنا زيميسياس" بيروت عام 974م ولبث فيها نحو سنة، ثم أخرجه منها القائد الفاطمي جوهر الصقلي.

هاجمت جيوش الصليبيين بيروت سنة 1102، بالرغم من أنها لم تكن مهمة في ذلك الوقت، لكنها امتنعت عليهم وصدتهم، فلما كانت سنة 1110 أعادت هذه الجيوش الكرّة عليها بقيادة "بغدوين الأول" وتمكنت من احتلالها، بعد حصار لمدة شهرين ونصف وتمكنت القوات الصليبية من دخول بيروت قهراً، ودارت معركة كبيرة جداً شهد الصليبيون أنهم لم يشهدوا حرباً في عنفها وضراوتها من قبل، وارتكبوا مجازر بحق أهلها وانطلق الصليبيون يقتلون السكان حتى امتلأت الشوارع بالدماء، رغم حصولهم على الأمان من بغدوين..

استعاد صلاح الدين الأيوبي بيروت في سنة 1187، لكنها عادت إلى الصليبين بعد حوالي عشرة أعوام.

بقي الصليبيون في المدينة حتى سنة 1291، ومن أشهر القواد الصليبيين الذين حكموا بيروت، "يوحنا الأول سيد إبلين"، الملقب "بسيد بيروت العجوز" (1179 – 1236) الذي قام بترميم المدينة بعد المعارك المتعددة مع صلاح الدين الأيوبي، كما بنى قصر آل إبلين فيها.

في عام 1291 أرسل الملك الأشرف خليل ابن الملك قلاوون جيشاً كبيراً إلى المدينة فاستعادها وجعلها تابعة لنيابة طرابلس الشام التي كانت مرتبطة رأساً بالقاهرة.