مقالات

رأي الموقع ـ خاص بوابة صيدا

مقتل ياسر أبو شباب في رفح لا يمكن قراءته كحادثة فردية، بل كإشارة سياسية وأمنية عميقة. إسرائيل التي راهنت على تشكيل ميليشيات محلية لمواجهة حماس، وجدت نفسها أمام مشهد يعيد إلى الأذهان تجربة جنوب لبنان في الثمانينيات والتسعينيات، حين انهارت الميليشيات المتعاونة مع الاحتلال أمام ضغط المقاومة وفقدان الشرعية الشعبية. 

إسرائيل والرهان الخاسر 

الاعتماد على وكلاء محليين كان دومًا جزءًا من استراتيجية إسرائيل في إدارة المناطق المحتلة، لكن مقتل أبو شباب يثبت أن هذا الرهان هشّ، وأن أي قوة تنشأ خارج السياق الوطني الفلسطيني سرعان ما تُعزل وتُستهدف. بالنسبة لإسرائيل، هذه خسارة استراتيجية لأنها تقوّض مشروعها في إيجاد بدائل لحماس داخل غزة. 

المقاومة والمجتمع 

بالنسبة للمقاومة، الحدث يُسجَّل كإنجاز معنوي ورسالة ردع: لا مكان للمتعاونين ولا مستقبل للرهانات الإسرائيلية. أما المجتمع الفلسطيني، فيبقى عالقًا بين شعور بالانتصار على محاولات الاختراق، وبين قلق من أن هذه التصفيات الداخلية تزيد الانقسام وتعمّق حالة الريبة. 

خلاصة 

كما في لبنان، يتكرر الدرس في غزة: لا يمكن لإسرائيل أن تصنع وكلاء محليين يحظون بشرعية شعبية. مقتل أبو شباب يذكّر بأن الاحتلال، مهما حاول، سيظل يواجه مقاومة متجذّرة، وأن أي بدائل تُزرع من الخارج مصيرها الفشل.