• لبنان
  • الخميس, تشرين الأول 09, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:53:22 ص
inner-page-banner
مقالات

د. صريح صالح القاز

في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى:

عامان، والغزّيون يجسّدون أروع صور الصمود في خضمّ أشدّ ابتلاءٍ وأقسى حصار، يواجهون الموت بالحياة، والإبادة بالإيمان، والدمار بالعزيمة.

عامان، وأهداف الكيان الإسرائيلي لم تتحقّق؛ فلا الغزّيون هُجّروا، ولا الأسرى الإسرائيليون تحرّروا، ولا المقاومة تفكّكت أو أُبيدت.

عامان، استقال خلالهما رئيسا الاستخبارات والأركان وقائد المنطقة الجنوبية، وأُقيل وزير الجيش يوآف غالانت، وتهاوى رئيس "الشاباك" رونين بار تحت وطأة الفشل، وقُتل الآلاف من ضباط وجنود الاحتلال، فيما انتحر آخرون أو لجأوا إلى المصحّات النفسية، وفرّ الآلاف من الخدمة والبلاد.

عامان، وخلالهما بات نتنياهو وغيره من قادة أجهزة الاحتلال محلّ مساءلة دولية، ومطلوبين للمحاسبة أمام محاكم العدالة الدولية على جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية.

عامان، ولم يجنِ الكيان الغاصب سوى الخراب وإبادة الأطفال والنساء والمدنيين العُزّل، في جريمةٍ موثّقةٍ تشهد على وحشيّته أمام العالم.

عامان، تتابعت خلالهما الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وتنامت أصوات العدالة في المحافل الأممية، لتكسر جدار الصمت وتفضح زيف الرواية الصهيونية.

عامان، وشعوب العالم الحرّة تنتفض في الميادين والساحات نصرةً لفلسطين واحتجاجًا على جرائم الاحتلال، لترسم مشهدًا عالميًا جديدًا من الوعي والكرامة الإنسانية.

عامان، والعزلة والمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية العالمية للكيان الإسرائيلي تتّسع يومًا بعد يوم.

عامان، والكيان يتنقّل بين مفاوضاتٍ متعثّرةٍ وأخرى فاشلة، لعجزه عن الحسم الميداني أو السياسي، رغم ما يملك من دعمٍ أميركيٍّ وترسانةٍ عسكريةٍ ضخمة.

عامان، وطوفان الأقصى يذكّر الكيان الإسرائيلي بأنّ شعب فلسطين متمسّكٌ بحقه في تقرير المصير والاستقلال مهما طال ليل الاحتلال.

عامان، وطوفان الأقصى يؤكّد أنّ المقاومة هي الامتداد الطبيعي لكفاح الشعب الفلسطيني منذ عقود، وأنّها الفعل الأصدق في معادلة القوة والبقاء.

عامان، وطوفان الأقصى يعلّم الأمة العربية والإسلامية أنّ تحرير فلسطين وحماية المقدّسات وردع غطرسة الكيان لن يكون ببيانات الشجب والإدانة فحسب، بل بالفعل والصمود والوحدة.

عامان، وما زال الخذلان والتواطؤ العربيّ مستمرّين، بوضوحٍ مؤلم.

عامان، وطوفان الأقصى يقول للأمة جمعاء إنّ المقاومة الفلسطينية هي خطّ الدفاع الأخير عن العمق العربيّ والإسلاميّ.

عامان، وطوفان الأقصى يذكّر شعب فلسطين بأحراره وعظمائه: أبا جهاد (خليل الوزير)، وأبا إياد (صلاح خلف)، وياسر عرفات، وأحمد ياسين، وصلاح شحادة، وأحمد الجعبري، ويحيى عيّاش، وإسماعيل هنية، ومحمد الضيف، ويحيى السنوار، وغيرهم من رموز الوطنية الذين حملوا هَم  القضية العادلة ليستلهموا من بأسهم ومآثرهم.

عامان، وما زال الطوفان ماضيًا؛ لا يغرق في الماء، بل يُغرق العدوّ في خوفه، ويغسل وجه الأمة من غبار الصمت والخذلان، ويوقظ في وجدانها معنى العزّة والإباء.

عامان، وغزّة مازالت تقول للعالم: إنّ في هذا الركن المحاصر من أرض فلسطين شعبًا لا يُقهر، وجيلًا لا يساوم، ومقاومةً لا تموت.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة