عبد الباسط ترجمان ـ خاص بوابة صيدا
في غزة، لا تُقاس الأيام بالساعات، بل بالدم. نستيقظ على أصوات الطائرات، ننام على أخبار القصف، ونعيش بين فقد الأحبة وانتظار المجهول. نُحاصر منذ سنوات، نُقتل بلا حساب، نُهان على المعابر، ونُعامل كأننا لسنا من هذا العالم.
لكن في صباح 7 أكتوبر، تغيّر كل شيء. لم يكن يومًا عاديًا، بل كان لحظة انفجار للغضب المكبوت، وصوتًا خرج من تحت الركام ليقول: نحن هنا، نحن نرد، نحن لا نموت بصمت.
ذلك اليوم لم يكن انتقامًا، بل إعلانًا بأننا لسنا مجرد ضحايا. كان فرحة غريبة، ممزوجة بالدموع، لأننا رأينا للمرة الأولى أن من يقتلنا يمكن أن يُفاجأ، أن من يحاصرنا يمكن أن يُربك، أن من يستهين بنا يمكن أن يُصدم.
في 7 أكتوبر، لم نحتفل بالدم، بل احتفلنا بالكرامة. شعرنا أن غزة، التي يُقال عنها إنها منهكة، ما زالت قادرة على أن تُربك الحسابات، وتُعيد رسم المعادلات.
نعم، نحن نُحب الحياة، لكننا نُحبها بكرامة. وذلك اليوم، كان نشوة انتصار، لا لأننا انتصرنا عسكريًا، بل لأننا انتصرنا على فكرة أننا مجرد أرقام في تقارير الأمم المتحدة.
في 7 أكتوبر، شعرنا أن الغزاوي لا يُمكن تجاهله. أن صوته، الذي لا يصل عبر الإعلام، وصل عبر الفعل. أن غزة، التي يُراد لها أن تكون مجرد "أزمة إنسانية"، قالت: أنا قضية، أنا شعب، أنا مقاومة.
لا تسألوني عن التداعيات، ولا عن السياسة. اسألوني عن الشعور حين ترى من يقتلك يُفاجأ، ومن يهينك يُربك، ومن يُنكر وجودك يُجبر على الاعتراف بك.
في 7 أكتوبر، تنفّست غزة... ولو للحظة.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..