د. محمد عياش الكبيسي
انتشر في تراثنا أن التتار هم الذين غزوا العالم الإسلامي ودمروا عاصمة الخلافة العباسية بغداد ، ولازلنا نقرأ ذلك في منصاتنا ونسمعه من خطبائنا.
والحقيقة أن التتار بريئون من هذه التهمة، عدا ما يمكن أن يكون نوعا من التجنيد حيث استطاع جنكيزخان أن يضم كثيرا من الشعوب في غزواته وتوسيع إمبراطوريته.
فالذين غزوا العالم الإسلامي هم المغول بقياداتهم المعروفة؛ جنكيزخان وهولاكو وغيرهما، وكان جيشهم جيشا مغوليا وإن كان يضم أيضا بعض المتحالفين معهم والمجندين من بعض الشعوب الأخرى التي خضعت لسيطرتهم، تماما كما حصل مع حروب أمريكا الأخيرة في العراق وغيره، حيث رأينا جنسيات كثيرة، لكنهم جميعا يأتمرون بأمر البنتاجون.
فالمغول شيء، والتتار شيء آخر، وقد حصلت بينهما تحالفات كما حصلت بينهما حروب ومصادمات، مثلهما مثل أي شعبين متجاورين، واليوم هنالك دولة اسمها (منغوليا) وهناك دولة أخرى اسمها (تتارستان).
ومرة حضرت مؤتمراً دوليا شاركت فيه منغوليا، وقد قام ممثلها على المنصة ليمجد بما سمّاه (التاريخ العظيم للإمبراطورية المغولية) ولقائدهم (العظيم) جنكيزخان.
قلت: سبحان الله، حتى جنكيزخان لا زالت أمته تفخر به وبحفيده هولاكو، رغم كل الجرائم الوحشية التي ارتكباها بحق الإنسانية، بينما تجد بعض المنتسبين إلى أمة الإسلام من يعلنون براءتهم من الفاتحين الكبار في أمتنا الإسلامية المجيدة الذين علًموا الدنيا قيم الحضارة والعدل والمساواة.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..