رأي الموقع ـ خاص بوابة صيدا
في لحظة سياسية نادرة، أعلنت حركة حماس موافقتها على خطة وقف إطلاق النار، ورحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها، وبدأت ترتيبات التنفيذ تُناقش في العلن.
لكن وسط هذه الدينامية، يبرز صمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كعامل غامض، يُثير القلق أكثر مما يُطمئن.
فنتنياهو، الذي اعتاد أن يُعلّق على كل تفصيل، يلتزم الصمت أمام خطة تُعيد تشكيل غزة، وتُعيد ترتيب المشهد الإقليمي.
هل هو صمت القبول؟ أم صمت التحضير للرفض؟
السيناريو الأول يقول إن نتنياهو يُمهّد للقبول المشروط، خاصة إذا ضمنت واشنطن له بنودًا أمنية تُرضي المؤسسة العسكرية.
لكن السيناريو الثاني، وهو الأكثر ترجيحًا لدى خصومه، يُشير إلى أن نتنياهو يُخطّط لإفشال الصفقة من خلف الستار، عبر إثارة ملف نزع سلاح حماس، أو تصعيد ميداني محدود يُربك التنفيذ.
في الحالتين، يبدو أن نتنياهو لا يُحب الخطط التي لا تحمل توقيعه، ولا يُرحّب بمبادرات تُعيد رسم غزة خارج السيطرة الإسرائيلية.
وهو يدرك أن أي قبول بالخطة قد يُضعف موقعه داخليًا، ويُثير غضب شركائه في الائتلاف، ويُعيد طرح ملف التسوية السياسية الذي طالما تهرّب منه.
في الأيام المقبلة، لن تكون تصريحات ترامب أو موافقة حماس هي الحاسمة، بل كلمة واحدة من نتنياهو... أو استمرار صمته.
ففي الشرق الأوسط، أحيانًا يكون الصمت أخطر من الكلام، وأبلغ من أي موقف معلن.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..