ياسر الزعاترة
لقد كتبتم بطُهر دمائكم وتضحياتكم وصبركم تاريخا مجيدا سيفتخر به أبناؤكم وأحفادكم إلى يوم الدين..
هل قرأتم في التاريخ عن وقوف العالم بكل قواه الكبرى على رؤوس قدميه، من أجل قضية تخصّ مساحة صغيرة لا تساوي مدينة عادية في عدد كبير من الدول؟!
تخيّلوا أن هذا العالم ينتظر اليوم رأي قوّة مقاومة مُباركة مُحاصرة في "قطاعكم" بخطّة يطرحها رئيس أكبر قوة في العالم، وتدركون أن عدوَّكم هو من كتبها بيديه!
لقد خُضتم حربا عالمية، يتصدّرها أناس قال عنهم ربّهم "لتُفسدُن في الأرض مرَّتين ولتَعْلُن علوَّا كبيرا"، "وجعلناكم أكثر نفيرا"، وقلبتم العالم في وجوههم.
تذكّروا أن شهداءكم "أحياءٌ عند ربهم يُرزقون"، وأن ربَّكم يوفّي الصابرين "أجْرَهم بغيْر حِساب"، بنصّ كتابه المُبين، وتذكّروا قول نبيكم عليه الصلاة والسلام "إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحَبَّ قومًا ابتلاهُم، فمَن رَضِيَ فله الرِّضا، ومَن سَخِطَ فله السَّخَطُ ".
الأمّة لم تخذلكم يا أحبّتنا، ولكن خذلتكم أنظمة خذلت شعوبها قبل أن تخذلكم، على تفاوت بينها، وخذلتكم قيادة بائسة تزعم زورا تمثيلكم، فالصبر الصبر، وتذكّروا أن أعداءكم في أسوأ أحوالهم رغم ما يُظهرونه من غطرسة، وأنهم يألمون كما تألمون ونألم معكم بأرواحنا وقلوبنا، لكنكم "ترْجونَ مِن الله ما لا يرْجون"، ونحن معكم أيضا.
الصبر الصبر، والفرج قريب، بإذن الله، فلم يترك عدوّكم شيئا لم يفعله لتركيعكم، لكنكم أبيتم إلا التحدّي والصبر والصمود، وهذا دفاعا عن أرضكم وكرامتكم، وأيضا لأنكم تدركون أن وراء تراجعكم تصفية لقضيتكم المقدّسة، وبعد ذلك تركيع لأمّة منحكم الله وسام الذود عنها وعن دينها وعقيدتها.
أي وسام شرف أكرمكم الله به، سيحمله أبناؤكم وأحفادُكم تاجا على رؤوسهم إلى يوم الدين؟
سلام الله عليكم، وعلى شهدائكم وأبطالكم القابضين على الزناد.. سلام منه سبحانه عليكم إلى يوم الدين.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..