عبد الباسط ترجمان ـ بوابة صيدا
كثيرة هي الصور واليافطات، والشعارات التي رُفعت للمرشحين لرئاسة، وعضوية المجلس البلدي في صيدا، ولكن، كل هذا لا يعني أهل المدينة، فأهل صيدا، لا يبحثون عن كماليات الأمور وفسافسها، ولا عن وعود فضفاضة، إنما عن أساسيات، لتسيير أمور حياتهم في مدينة، يُجمع كل سكانها أنها منسية من الدولة، متروكة حتى من سياسييها، تتحكم بها العلاقات الأسرية، والحزبية، وأنها عبارة عن جزيرة معزولة في جمهورية تُسمى لبنان..
لا يهم المواطن الصيداوي شخصية رئيس البلدية، ولا انتماءه السياسي، والحزبي، ولا يبحث عن عائلته، ولا حتى عن داعميه، ما يهمه عرض مشروع عملي، قابل للتحقيق، يحمله هذا المرشح، ليعمل بعد ذلك على تنفيذه، أو تنفيذ ما استطاع منه..
بداية يريد الناخب الصيداوي أن يكون المجلس البلدي الجديد محافظاً على قيم صيدا الأخلاقية، والثقافية، والدينية، والاجتماعية، والتعامل مع الشذوذ الذي يطل برأسه، حسب ثقافته الدينية، فلا تصاريح، ولا دعم، ولا تأييد، ولا غض طرف عن مشاريعهم الهدامة، وعدم انتخاب من يحمل هذا الانحطاط الأخلاقي للمجلس الجديد..
لم نقرأ لأي مرشح، حل، لرائحة النفايات صيفاً، والعمل على إزالة الجبل الجديد الذي يتربع غرب المدينة..
ولا يوجد خطة لدعم شرطة البلدية، ورفع عديدها لضبط المخالفات في المدينة؟
وصمتوا عن طرح مشكلة سوق صيدا، ومعالجة ما أفسدته السيارات بسبب قرارات "إرضائية" جاءت على حساب المواطنين.. وصمتوا عن أحوال طرقات المدينة عموماً، التي أصبحت بحاجة لإعادة تأهيل..
لم نسمع منهم عن حل لزحمة السير الخانقة التي تضرب مدينة صيدا بين الحين والآخر، ولا ندري كيف تبدأ هذه الزحمة وكيف تنتهي بلمحة بصر، بعد أن تحبس الناس لساعات كثيرة في سياراتهم..
لم يحمل اي مرشح، مشروع، لإبراز وجه صيدا الحقيقي، المدينة الضاربة في التاريخ، و إظهار معالمها، الأثرية، والدينية، لجذب السياح إليها..
لم يتطرقوا لـ "ظاهرة الكلاب الشاردة" في شوارع المدينة، والبحث عن حل جذري لهذه المشكلة، التي اصبحت عبئاً على المشاة، وخاصة العمال وطلاب المدارس.
لم نجد في برامجهم مكافحة "ظاهرة التسول" التي فشلت في مكافحتها جميع المجالس البلدية السابقة، ولا ندري إن كان سبب الفشل، الضغط عليها، أو التراخي بالتنفيذ، أو تواطوء من البعض..
أين أنتم من تفلت البسطات في الشوارع الرئيسية والفرعية، وعلى الأرصفة، مما يمنع استخدام الشارع، أو الرصيف من قِبل المواطنين.. فهلا قدمتم خطة تحفظ حق البائع، وتحترم النظام العام، وتسمح للمواطن بالسير الأمن.
وهناك أمر مهم، وخطير جداً، غاب عنكم، أو ربما تغافلتم عنه، حتى لا تخسروا اصواتهم في الانتخابات، ألا وهو "فلتان" الدراجات النارية والتوك توك في شوارع المدينة، دون حسيب أو رقيب، فهل، وضعتم "الخطط" لمعالجة هذه الظاهرة القاتلة..
ما هي خطتكم لتشجيع سكان المدينة وغيرهم للإستثمار فيها، و فتح مشاريع كبيرة، والعمل على تأكيد أن "صيدا بوابة الجنوب وعاصمته"، وأنها مدينة عظيمة، وستعود واجهة الجنوب اللبناني، وجبله، كما كانت سابقاً، ونزع الصفة المذمومة التي روجها البعض "أنها أكبر من ضيعة.. واصغر من مدينة"..
هناك الكثير من الأمور التي ينبغي على المرشحين تسليط الضوء عليها في برامجهم الانتخابية، وعليهم، أن يعرضوا مشاريعهم للرأي العام، للتصويت عليها، لا التصويت على شخصية المرشح، وإن لم يفعلوا، فلن يكون فوزهم في الانتخابات يستحق التقدير والثناء..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..