• لبنان
  • الأربعاء, كانون الأول 10, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 9:03:26 م
inner-page-banner
مقالات

بقلم حسان القطب ـ مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات ـ بوابة صيدا

لا زال بعض اللبنانيين يعيش حالة الانقطاع والانفصال عن الواقع، سواء من حيث فهم ما يجري من احداث، او قراءة المتغيرات التي تعصف بالمنطقة، على مستوى الدول والحكومات والشعوب..

لهؤلاء نقول ان من حقنا ان نحتفل بسقوط طاغية حلف الاقليات في الشرق الاوسط، لقد كان الطاغية بشار الاسد، وريث طبيعي لحامل مشروع اقامة حلف الاقليات في الشرق الاوسط، والده حافظ الاسد، هذا المشروع الذي يقوم على زرع الشقاق والنفاق والصراع والانقسام بين مكونات دول وشعوب منطقة الشرق الاوسط، وصولاً الى بلاد الاغتراب.. ولا يقوم هذا المشروع او ينجح الا على اراقة الدماء.. والتهجير والقتل والترهيب وزرع الرعب والاغتصاب..

لتذكير هؤلاء الذين اما خانتهم الذاكرة او يتجاهلون الوقائع او انهم حديثي ولادة وغاب عنهم الكثير من الحقائق.. هذا المشروع بدأ مع تسلم حافظ الاسد السلطة في بلاد الشام عام 1970، حيث بدأ في زرع الفتنة في لبنان، بين مكوناته، ساعياً للعب دور اقليمي، اساسه وصلبه ان نظام الديكتاتور الاسد هو حامي الاقليات في المنطقة ومنها لبنان، وبدون جرائم وصراعات وحروب دموية لا يمكن ترسيخ الدور ولا اثبات المخاطر، فكانت الحرب الاهلية اللبنانية، التي عززها الاسد، ورعاها على ضفتي القوى المتصارعة، حتى اعطي الاذن له بدخول لبنان والتحكم بمفاصله والاستثمار في استقراره على انقاض امن اللبنانيين وارواحهم ونموهم وازدهارهم.. ومن ثم توالت جرائم الاسد..

وهنا نذكر بني معروف بمن قتل الشهيد كمال جنبلاط، عام 1977، لان بعضهم ربما نسي من هو القاتل وحتى تاريخ الشهيد..

وكانت محاولة اغتيال الرجل الوطني الماروني ريمون اده، ولاكثر من مرة حتى اضطر للمغادرة والعيش في المنفى حتى الوفاة..

اغتيال الصحافي والاعلامي البارز سليم اللوزي بطريقة بشعة تعكس روح الاجرام الذي يتميز به هذا النظام وجلاوزته ومن تحالف معه سابقاً ومن ما زال يتحالف معه.. ومجازر سوريا شاهد على هذا...

ثم تبعها اغتيال الصحافي ونقيب الصحافة رياض طه.. باسلوب المافيات التي لا تراعي حياة البشر امام خدمة مشاريعها الاجرامية..

وللتذكر ايضاً بالحرب التي اعلنها الاسد على منطقة الاشرفية، او ما اطلق عليه حرب المئة يوم، وحرب زحلة، وغيرها من المواجهات والمناوشات المستمرة لاظهار لبنان ضعيفاً وهشاً وغير متماسك وبحاجة لحماية ورعاية..

وتم اغتيال العلامة الشيخ صبحي الصالح، وعدد من الوجوه البارزة في مجتمعنا اللبناني..

وكان الاغتيال الزلزال، اغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الشهيد حسن خالد، رجل المواقف البارزة الداعية للوحدة والتمسك بالقيم والعيش المشترك والسلم الاهلي.. والذي وقف بوجه الاحتلال السوري وادواته في بيروت كما في كل لبنان..

وللبيئة التي تشعر بالغضب لسقوط الطاغية نذكرها بمجزرة ثكنة فتح الله في بيروت، وبالمجازر التي وقعت في حرب الاخوة الاعداء في الضاحية واقليم التفاح، برعاية النظام السوري.. كما نذكرها بآلاف اللبنانيين الذين قتلوا على حواجز هذا النظام المجرم، لاسباب تافهة ومبررات غير منطقية.. وبعضهم ابناء هذه البيئة..

وكيف ننسى آلاف المعتقلين من لبنانيين وفلسطينيين وبعضهم طواه النسيان بسب فقدان اية معلومة عنهم سواء احياء ام اموات..

كيف ننسى تدمير مدينة طرابلس مرتين خلال ثلاث سنوات، بالقصف الهمجي بذريعة ضرب انصار ياسر عرفات في المدينة وجوارها..

وهل ننسى مجزرة باب التبانة، التي ذهب ضحيتها 800 شاب من اهلنا في طرابلس.. ومن ثم اغتيال عدد من قيادات المدينة وناشطيها..

المخيمات الفلسطينية شاهد على اجرام الاسد بالتعاون مع حلفائه واعوانه من قتل وتهجير واعتقال واختفاء طوال سنوات..

وهل ننسى 13 تشرين الاول من عام 1990، واختفاء مئات العسكريين، وقتل الكثير منهم ايضاً دون محاسبة او حتى تحقيق في مصيرهم..

تاريخ اسود قاتم، لا يمكن ان ننساه او نتجاوزه، كما لن نسامح كل من تعاون معه وسار على نهجه، في لبنان كما في سوريا..

من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وثلة كبيرة من السياسيين والاعلاميين والناشطين، والاعتداء على المؤسسات والتطاول على الكرامات وانتهاك الحرمات..

انها ثقافة واحدة تجمع كل من تضامن مع ديكتاتور سوريا وجزارها.. ولو كان لدى هذا الفريق ذرة من الفهم او التفكير، لتوقفوا قليلا لاجراء مراجعة وفهم ما جرى، وعلى الاقل احترام مشاعر المواطنين اللبنانيين الذين تعرضوا للقتل والاغتيال والتنكيل.. طوال عقود من حكم هذا الظالم..

التذرع بموضوع فلسطين ودعم شعار (المقاومة).. الشعار الذي يتم تبرير كافة الجرائم تحت سقفه لم يعد يخدم مشروع حلف الاقليات ابداً وما شاهدناه في سورية عقب انتصار الشعب السوري على جلاده.. من مواقف ومطالبات تؤكد ان اتباع هذا النظام كان ملجأهم اسرائيل والتسلح بعدوانها واجرامها طمعاً في العودة للسلطة او الانفصال.. ومن يتحالف معهم او يبرر دورهم او يتجاهل عمالتهم هو على شاكلتهم.. مهما كان اسمه وعنوانه..

نحن في لبنان ندرك ان سقوط الطاغية في سوريا، يؤسس لمرحلة جديدة تسمح لنا بملاقاة بعضنا البعض دون ضغوط او محاولات ترهيب وتخويف.. وما علينا سوى ان ننبذ هذه الافكار الاجرامية والانتقال الى احترام بعضنا البعض والاعتراف بأننا كنا ضحية مشروع خطير اسس لفتنة كانت وما زالت تشكل خطرا على استقرارنا، ونهوض بلدنا من كبوته..

من شاهد وسمع الفيديوهات التي يتحدث فيها الاسد مع لونا الشبل التي قتلها لاحقاً.. عليه ان يراجع ضميره ومواقفه السابقة، والبحث عن السبب الحقيقي لتحالف اسياده مع هذا النظام..

من يريد الاستمرار في هذا المشروع عليه ان يتحمل النتائج والتداعيات..

وكلمة اخيرة نقولها... ان من حقنا ان نحتفل في لبنان.. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة