• لبنان
  • الأربعاء, كانون الأول 10, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 6:41:59 م
inner-page-banner
مقالات

أبو زهير ـ نداء الوطن

لم تخلُ الاحتفالات بالمناسبة الأولى لسقوط الطاغية أبو رقبة طويلة بشار الأسد، من الاحتكاكات وافتعال الأزمات، إن كان في دمشق، أم في بيروت. هذه الذكرى التي كانت قبل سنة وبضعة أيام من اليوم (الإثنين)، بمنزلة حُلم صعب التحقق... لكن المعجزة تحققت ولله الحمد وهرب الأسد في ليلة ظلماء، تاركًا خلفه عشرات الآلاف من المفقودين من الجنسيات العربية كلّها.

احتفل السوريون بذكرى رحيل "ثيادته" في ساحة الأمويين. وشاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة عن إطلاق نار وسقوط ضحايا لم نعرف إن كانت مركبة أم حقيقية، إذ يبدو أن "المشوّبين" (المقهورين) كثر، ووصلت بهم الأمور إلى حدّ التجمّع في ساحات الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وإطلاق الهتافات المبجّلة للمضروب بشار الأسد "جكارة بالطهارة".

أفهم أن يثير تجمع السوريين في بعض المناطق البيروتية مثل الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة، حساسية كثيرين في الداخل اللبناني.

أفهم أن ينجر البعض الآخر من اللبنانيين للمشاركة بتلك التظاهرات والتجمعات من باب الفرح بأفول حقبة امتدت لنحو 50 سنة ودفعنا كلنا أثمانًا باهظة بسببها.

أفهم أيضًا أن يشعر بعض اللبنانيين بالاستياء والاستهجان لتجمعات سورية تحتفل بسقوط طاغية، وبرغم سقوطه يصرون على التمسك بصفة "اللاجىء" برغم رحيله. أفهم كذلك سريالية المشهد: يحتفلون من بيروت برحيل الأسد عن دمشق.

لكن ما لم أفهمه إطلاقًا، هو إصرار جمهور ثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" على رفض الواقع، وكأن لسان حالهم كان يقول في الأمس: "بشار حيّ فينا" (بعيد الشبه والتشبيه). يرفض هؤلاء الاعتراف بالواقع. والأمر نفسه ينطبق على حال الإنكار التي يظهرونها حيال انعدام مفعول السلاح وعدم صلاحيته لأي شيء بعد اليوم.

هذه البيئة تعاني وتتألّم، وتحتاج من يمسكها من يدها ويأخذها إلى برّ الأمان... حيث ويقنعها بأن بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها هو مكسب للجميع. بل مكسب للشيعة قبل بقية الطوائف والمناطق، وبأن اللعبة انتهت Game over... وما الدليل على ذلك سوى المشهد السريالي الآخر الذي رافق موقعة يوم الإثنين: دراجات نارية تحمل رايات "حزب الله" وأعلامًا إيرانية تتعرّض لإطلاق نار. وأخرى تحمل أعلام تيار المستقبل والثورة السورية (علم الجمهورية السورية) وأخرى إسلامية، تحاول اقتحام شوارع الضاحية الجنوبية، ومنعها عناصر من الجيش اللبناني من ذلك.

هذا المشهد وحده كفيل بالقول: زمن الأول تحوّل... وعلى الله يقتنعون قبل سقوطنا جميعًا بفخ الفتنة.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة