مقالات

د. محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا

ما أشبه هذه بتلك

أما هذه؛ فأنت ترى هذا (النتن ياهو) كيف صار يستعرض قواته وآلياته على المدن السورية في دمشق وحماة ودرعا، هذه المدن التي خرجت الآن من رماد الحرائق المشتعلة والبراميل المتفجرة والغازات السامة، وهي تحاول الآن أن تضمّد جراحها وتلتقط أنفاسها بعد أن فقدت الملايين من أبنائها بين شهيد وجريح ومفقود ومهجّر.

وعلى مسافة ليست بعيدة أنظروا ما يفعله مع النساء والأطفال وكبار السن والعزّل من الرجال في غز ة المنكوبة والمحاصرة.

وأما تلك، فبعد معركة حامية الوطيس دامت لثماني سنوات، دافع فيها الجيش العراقي بكل شرف واستبسال عن أرضه وكرامته، حتى تجرّع خصمه كأس السم، ورجع خائبا مدحورا.

ولكن بعد أن حطّت أمريكا بكل ثقلها على العراق، وراح أبناؤه الشجعان يقاومون هذا العدوان الجديد رغم فارق القوة بين الطرفين، هنا عادت الضباع لتثأر لما أصابها في الثماني سنوات الماضيات، وبيدها قوائم الطيارين والقادة الميدانيين والكفاءات المختلفة لتغتالهم واحدا واحدا، تحت مظلة الاحتلال الأمريكي.

والله إن هذه وتلك ليست من أخلاق الفرسان، وإنما هذه هي أخلاق الضباع.

والضباع قد تستطيع أن تؤذي الأسد الموثّق بالقيود، لكن القيود هذه لن تطول بإذن الله تعالى، وشتّان شتّان بين الضباع والأسود.