مقالات

محمود سالم الجندى ـ بوابة صيدا

من الأخطاء المقصود اشاعتها انه لما احتل الصليبيون القدس لم يسعى المسلمون لتحريرها حتى جاء السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد 90 سنة من الاحتلال وحررها.

وهذا غير صحيح تماما.... بل احتل الصليبيون القدس، فبدأ الجهاد ضدهم من اليوم الأول.

بعد 6 سنوات فقط، استعاد الامير ظاهر الدين طغتكين (صاحب دمشق) حصن عال في عام 1106م.

ولما هاجم الصليبيون دمشق كانت النجدة من الموصل، والذي بدأ اميرها العظيم مودود بن التونتكين بتشكيل (تحالف من الجيوش الإسلامية) عام 1113م. لتتحرك هذه الجيوش وتلتقي بالصليبيين بقيادة الملك بلدوين بالقرب من طبرية وهناك انتصر المسلمون انتصارا عظيما. ثم كان القرار هو الاستعداد لاستعادة القدس بعد فصل الشتاء.

وذهب الامير مودود الى دمشق في استضافة صاحبها طغتكين. وفي يوم الجمعة 5 أيلول / سبتمبر 1113م وبعد الصلاة واثناء خروج (قادة الاسلام) من المسجد وثب باطني على الامير مودود وطعنه. وكان مودود صائما "فكان يحب الصوم حتى في ايام الجمع" .. فاجتهدوا به ليفطر فرفض وقال: القى الله صائما ... ليستشهد من وقته.

قال ابن الأثير: حدثني والدي رحمه الله أن ملك الفرنج بعد هذه الواقعة كتب إلى امير دمشق طغتكين كتابا جاء فيه: وإن أمة قتلت عميدها (يقصد الامير مودود) يوم عيدها (يوم الجمعة) في بيت معبودها (في المسجد) لحقيق على الله أن يبيدها.

لقد كان الجهاد ضد الصليبيين من اول يوم (وكانت الخيانة ايضا من اول يوم).

جيل يسلم جيل، "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ" ، وخونة وباطنيون يعيشون بيننا.

حتى وصلت الراية للزنكيين الذين صانوها وابلوا بلاءا حسنا ثم سلموها ناصعة مرفوعة للسلطان صلاح الدين الأيوبي الذي وحد المسلمين ودخل القدس.

لذا فالذي حرر القدس هو كل قائد اضاف للبناء لبنة... الذي حرر القدس هو ظاهر الدين طغتكين والامير مودود والسلطان نور الدين محمود زنكي وفي الاخير صلاح الدين الأيوبي.

لذا فأنت جزء من تحرير القدس عندما تكون جزء من المعركة والسعي وليس فقط أن تكون جزء من الفصل الاخير للتحرير والذي حتى ذلك بات قريبا بإذن الله.

كن جزءا من النصر والتحرير وشارك.

اصنع لنفسك ميدانا وشارك...

فهذه المعركة هي أم المعارك.

اللهم نجنا من الخونة وارزقنا الرشيد الذي يجمعنا ....

اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشدًا، اللهم حرر الاقصى والقدس ..