• لبنان
  • السبت, كانون الثاني 18, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:01:35 ص
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ هنيئا لكم التمكين

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

غزة اليوم تنتصر بقوة الإيمان لا بقوة السلاح. فتسبيحات المجاهدين وتكبيراتهم كانت أقوى من هدير الطائرات وصوت الانفجارات. وقوة الحق علت على قوى الظلم التي اجتمعت على سمائها وأرضها وبحرها.

قوى الظلم التي تظن أنها انتصرت، لم تنتصر سوى على الخيم الضعيفة والمنازل وإبادة الأجساد البريئة التي التجأت إليها.

اليوم أكتب وكان لا بد أن أكتب مع علمي بأن الكلمات لا تفي وتنهار أمام الألم والفقد ورائحة الموت. أكتب ومرارة الحبر تقف في حلق أفكاري كألم المخاض المتعسر، لكن كلماتي تولد رغما عني وتنتثر على صفحاتي الخجولة، مشوهة أمام حضرة الموقف.

نعم والله إن الموقف جليل، فركام البيوت التي سيعود لها أصحابها ما زال يضم أشلاء لأحبة، وأجساد لا زال الدم ينفر منها ساخنا بعد ٤٦٦ يوما، ورائحة المسك ستقود الأحبة نحو أحبتهم. فما أصعب لحظات تقليب ذلك الركام، وما أصعب لحظة أول عناق بين الأصابع وبقايا حبيب. بل ما أصعب قبلة الشوق حين يطبعها المشتاقون على جبين الغياب.

الموقف جليل، إي والله، فحين يعودون ستنفتح الجروح ويعيش أصحابها الحزن الذي أنستهم لحظة الموت وقسوةالنزوح أن يعيشوه.

أنتم يا من غادرتم بلا وداع، اليوم ستعودون، تعانقون ذكريات الأهل التي بقيت خلفكم تحرس المكان من قطاع الفرح وسارقي الأحلام. أعلم قسوة الغربة، غربة تلك الأوطان الكبيرة، كما أوطانكم الصغيرة من أحبتكم التي غادرتكم يوم تكالبت عليكم أسلحة العالم، لكنها ستمر.

ستذكرون ألم الفراق وما أصعبه من ألم.

 غير أن لكم يا أحبتي في رسول الله أسوة حسنة..نعم فأفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم بكى وحزن لفراق مكة يوم غادرها خوفا على الدين، وظل عليه السلام يحنّ لها بالرغم من أن مكة كما وصفها القرآن *واد غير ذي زرع*.

فالوطن ليس مجرد أرض، الوطن هو الرحم النابض بالحياة الذي يغذي أهله وفيه يحيون.

وأنتم يا أحبتي ستعودون كل إلى وطنه بإذن الله، فأهل الشمال إلى شمالهم والجنوب إلى جنوبهم والوسط إلى وسطهم، فاتحين مكبرين مهللين كما عاد عليه الصلاة والسلام إلى مكة فاتحا.

والأمل لا ينقطع رغم مرارة الواقع وقسوة الفقد، وأنتم قادرون على لملمة جراحاتكم.

واعلموا يا أهلنا بأن كلٌّ معرض للابتلاء على قدر إيمانه وقربه من الله. والله سبحانه وتعالى اختاركم من دون خلقه لأنه إذا أحب عبدا ابتلاه.

فمبارك عليكم صبركم وثباتكم والدرجة العالية عند الله، كيف لا وقد أثبتم أنكم أهلا لحمل الرسالة.. رسالة الرباط وخير رباطكم عسقلان. وهنيئا لكم التمكين وقد ورثكم الله الأرض كما ورثها لنوح عليه السلام. وها أنتم قد انتصرتم ورست سفينة انتصاركم على غزتكم التي ستداوي جراحها بكم وببأسكم. وهنيئا لمن ارتقى منكم شهيدا ولمن بقي وصبر وثبت..والسلام عليكم يوم ولدتم ويوم تموتون ويوم تبعثون أحياء، تساقون إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة