• لبنان
  • الأحد, كانون الأول 29, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 5:21:11 ص
inner-page-banner
مقالات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

إن تحوُّل العقل اليهودي إلى نظرية "الشعب  المختار"، وما رافقه من نزعة تطرف، صنع ظاهرة فريدة هي الرد على الإساءة بأكثر منها.

وقد وصف كاتب أمريكي هذا الأسلوب بأنه اسلوب "العين بالسن". وقد تجاوز بهذا قانون حمورابي "العين بالعين والسن بالسن".

وبالرغم من أن دفاع الشعب الفلسطيني عن ارضه ضد الصهيوني، لا تُعتبر إساءة، لأن الأرض أرضه لا للصهيوني الذي صنعه الشتات، ثم جاء تحت شعارات الخرافات التلمودية ودعم الدول الاستعمارية ليستولي على ما ليس له.

وقد تضخمت السياسة التي وصفها الكاتب الأمريكي "العين بالسن" لتصبح "العين بالكل".

ففي عام ١٩٦٧ عندما أغلق جمال عبد الناصر مضائق تيران والتي لم يكن يمر خلالها سوى ٥% من حجم تجارة دولة الاحتلال آنذاك، كانت حرب الأيام الستة والتي كان من نتيجتها استيلاء اليهود على كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان. كل ذلك بحجة إغلاق المضائق.

وعندما هاجم فدائيون فلسطينيون في نهاية ١٩٦٨ طائرة مدنية تابعة لدولة الاحتلال في أثينا، ردت هذه الدولة بغزو مطار بيروت وتحطيم ١٣ طائرة مدنية لبنانية.

أما عام ١٩٨٢ فقد غزت دولة الاحتلال لبنان بحجة أن تنظيما فلسطينيا منشقا، أطلق الرصاص على "مايكل أرغوف"، سفيرها في لندن. وكانت نتيجة هذا الغزو، آلاف الضحايا والجرحى بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية فيها.

واليوم في غزة وبعد مرور  ٤٤٨ يوما على عملية السابع من أكتوبر/٢٠٢٣  لا تزال دولة الاحتلال ترد على تلك العملية بالإبادة الجماعية والمجازر التي تنفذها طائراتها على شكل غارات مستمرة وأحزمة نارية وقنابل متفجرة تزن أطنانا، على ما تبقى من عمارات ومنازل تهدمها على ساكنيها. وتحرق ساكني الخيم القماشية و البلاستيكية.

تحاصرهم وتمنع وصول المساعدات. تقتل الأطفال المنتظرين دورهم في طوابير الماء.

وقد صرحت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا", بأن قوات الاحتلال تقتل طفلا كل ساعة. وأن معظم إصابات الاطفال إما رصاصات أو شظايا داخل رؤوسهم.

كما لم تسلم المستشفيات ـ والتي هي محمية بناء على القوانين الدوليةـ من انتقامهم منذ بداية الحرب في جميع مناطق القطاع.

 وفي شمال القطاع يستهدف هذا العدو جميع المستشفيات ومخازن الأدوية والمستلزمات الطبية ومنها مخازن مستشفى العودة.

وبحسب الدكتور حسام أبو صفية، فقد أقدم الجيش على تنفيذ قصف مكثف عن طريق تفجير روبوتات ضخمة على بعد ٥٠م عن مستشفى كمال عدوان. وطائرات مسيرة تلقي عبوات وزنها ٢٠ كغم، على المنازل القريبة. وطائرات تستهدف أي حركة قرب المستشفى، رغم مرور ٨٠ يوما على الحصار والمناشدات الدولية وسط صمت عالمي.

كما لم يسلم مستشفى الإندونيسي من همجية العدو. فقد أقدم العدو الفاشي على محاصرة المستشفى بعدد كبير من الدبابات وأخرج كل المرضى والكوادر الطبية بحسب الدكتور حسام. كما قال بأن الاحتلال يسعى لتطبيق "خطة الجنرالات" وكنت قد تناولتها في مقال سابق. ويذكر الدكتور بأن دولة الاحتلال أحضرت ٤ شركات مقاولات يمتلكها مستوطنين لتنفيذ عمليات الهدم في شمال غزة.

فمتى سترتوي فاشية الاحتلال من دماء الأطفال في غزة، وسط عالم أصابه الصمم والخرس وانعدام المروءة بل والرضى عما يحصل؟؟

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة