محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا
إن الظرف الذي تمر به أمتنا اليوم يحتم علينا وعلى كل صاحب رأي أن يخلص النصح خاصة لأولي الأمر وأصحاب القرار.
بداية نحن نقدّر الظروف الدولية والإقليمية التي تحيط بنا اليوم، ولذلك لن تكون في هذه المناشدة أية فكرة (طوباوية) أو غير قابلة للتطبيق.
في القضية الفلسطينية ينبغي أن نتفق أنه حصل خطأ استراتيجي فادح حيث تفرّدت إيران عبر شعار (وحدة الساحات) بالمشهد الفلسطيني، مما نتج عنه خراب ودمار، وكنّا ممن حذّر ونصح ولكن دون جدوى، أما اليوم وبعد أن تفككت الساحات، وبان لأغلب أهلنا في فلسطين حقيقة الدور الإيراني، فإن الفرصة باتت مناسبة لاحتضان هذه القضية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعدم السماح بتفرد نتن ياهو بأهلنا وأشقائنا وهو المندفع بنزعة انتقامية ونفسية عدوانية.
إن عودة الملف الفلسطيني إلى حاضنته العربية بات ضرورة ليس للفلسطينيين فقط وإنما لحماية الأمن القومي العربي أيضًا.
في المشهد السوري حيث تنهض الثورة السورية اليوم بمهمة كسر الطوق الإيراني الذي أرادت إيران أن تضربه حول الجزيرة العربية لتحقيق حلمها الإمبراطوري، والهيمنة على مقدساتنا وثرواتنا وطمس هويتنا وتاريخنا.
إن التردد في دعم هذه الثورة لا معنى له، مهما كانت المخاوف المتوهمة من بعض التوجهات الفكرية والأخطاء الميدانية السابقة، فالثورة اليوم ثورة شعبية تحررية عامة، لا تمثل فصيلا معينا ولا أيديولوجيا معينة، والدليل هذا التلاحم الشعبي الكبير، وحتى لو افترضنا وجود بعض التوجهات التي تثير مخاوف البعض، فإن هذه التوجهات لا يمكن مقارنتها بالخطر الإيراني المحدق بكم وبالأمة كلها من بعدكم، ومعالجة هذه التوجهات -لو وجدت- أسهل بكثير من معالجة آثار الهيمنة الشاملة التي تسعى لها إيران وبما تمتلكه من قوة وجيوش ومليشيات.
إن خذلان الشعب السوري في هذه المرحلة المصيرية سيترك آثاره المدمّرة -لا سمح الله- على الدول العربية أجمع، ولكم عبرة بما جرى للعرب بعد ضياع العراق.
نعم ربما نتفق وربما نختلف معكم أو مع بعضكم ولكن الواقع الذي نعيشه اليوم يفرض علينا أن نفكر معا لإنقاذ سفينتنا التي تضمنا جميعا حكاما وشعوبا.
وفي الوقت ذاته فإني أرى من الواجب على الثوار السوريين أن يبعثوا برسائل صريحة وواضحة تطمئن الدول العربية، بل وتطمئن المجتمع الدولي أن عملياتهم منحصرة في تحقيق مطالب الشعب السوري في التحرر والعيش بكرامة وإنهاء حقبة الاستبداد الأسدي وهيمنة المليشيات الأجنبية.
وللأمانة فإن خطاب الثورة ماض بهذا الاتجاه ولم ألمس منه ما يخالف ذلك.
اللهم قد بلّغت ، اللهم فاشهد.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..