يقول د. لقاء مكي (باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات):
الاتفاق المتوقع لانهاء الحرب على لبنان، ينهي رسميا التواجد العسكري لحزب الله على الحدود مع إسرائيل، ويغير بشكل جوهري من عقيدته العسكرية والسبب الذي تأسس من أجله، وقد تبدى ذلك في خطاب زعيم الحزب نعيم قاسم اليوم (أمس) حينما تحدث عن مهام الحزب بعد وقف إطلاق النار، لينحصر في الشؤون اللبنانية الداخلية، مثل الإعمار وانتخاب رئيس الجمهورية، والعمل تحت سقف اتفاق الطائف.
هذه الأجندة الداخلية، مع ابتعاد الحزب عسكريا عن مواقعه التقليدية في الجنوب، تعني أمرين: أن الحزب لن يعود فصيل (مقاومة)، لأنه سيكون ملزما بالقرار 1701 الذي وافق عليه، ويمنعه من ذلك، والأمر الثاني، أنه لن يكون بعد ذلك جزءا من (وحدة الساحات) التي ميزت المحور بزعامة إيران، وهذا بحد ذاته متغير مهم في سياق الصراع الراهن، ولو قررت إسرائيل الذهاب بالحرب إلى سوريا أو العراق مثلا، فلن يكون متوقعا أن يساهم الحزب في دعم هتين الجبهتين، لأنه سيهدد حينها بإشعال الحرب على لبنان من جديد، وبمشاركة أمريكية هذه المرة.
سيعتبر الحزب أن مجرد بقائه دون تدمير كامل، هو منجز وربما (نصر)، لكن من جانب آخر، فإن حزب الله بعد شهرين من الحرب، قد تحول إلى نسخة مختلفة تماما، حيث سيكون مجرد حزب لبناني لديه سلاح قوي، وعلاقة وثيقة مع إيران، وسرعان ما سيضطر للدخول في جدل داخلي طويل وصعب، حول هذا السلاح وتلك العلاقة.
أما هيكله العسكري الضخم والمدرب، فسيتحول إلى عبء، لأنه سيصبح بلا وظيفة داخل لبنان، ما لم يجر تصديره للخارج للقيام بمهام لحساب آخرين.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..