ياسر الزعاترة
من يتابع الساحة السياسية والإعلامية في "الكيان"، لن يعثر سوى على كائن واحد، وحوله عصابة من "الحمقى" يقفون قبالة نخبة مجتمعهم السياسية والعسكرية والأمنية، فيما يعتقدون أنهم وحدهم من يملكون الحقيقة؛ الآنية في إدارة الحرب من دون استراتيجية خروج واضحة ولا استعادة للأسرى، وكذلك المستقبلية بتحقيق نبوءات التوراة، ووعود "الرب" الذي أعطى لـ"نسل إبراهيم" هذه الأرض، إن لم تكن "من النيل إلى الفرات"، فلتكن "يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية بعد تهجير سكانها الفلسطينيين، ومن ثمّ بناء "الهيكل" سريعا على أنقاض المسجد الأقصى!!
إنه الجدل اليومي الذي لا يتوقف.
أمس فقط، أخبرتنا "القناة 12" العبرية، أن كبار ضباط الجيش الإسرائيلي حذّروا المستوى السياسي خلال اجتماعات مغلقة من أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة قد يعرّض حياة الأسرى للخطر، فيما شكّل آخرون تجمّعا من أجل الدعوة إلى حلٍّ سياسي مع الفلسطينيين.
حتى في السياق اللبناني، وحيث يخوض الإسرائيلي الأمريكي (هوكشتين) "معركته التفاوضية" لوقف الحرب في لبنان، لا يعلّق نتنياهو سوى بكلام عام، عنوانه استمرار الحرب - مع أن الملف هنا يختلف عن قطاع غزة - فيما يقول حلفاؤه إن الأمر كله محض هُراء!
كان الأمر كذلك منذ شهور طويلة بوجود إدارة أمريكية مُتصهْينة، ولكن برؤية تقترب من خصوم نتنياهو، وهو مشهد يأمل الأخير في انقلابه مع ترامب الذي سيمنحه الضوء الأخضر لإكمال مهمّته في تحقيق "النصر المُطلق" وتصفية قضية فلسطين، و"الهيمنة على الشرق الأوسط".
هذا هو بالضبط "غرور القوة" القاتل والمدمّر، وهو هنا في حالة نتنياهو، يتجاوز خلل الرؤية، كما في حالة حلفائه، إلى أهواء ومصالح شخصية بحتة، لا تمت إلى مصالح قومه و"كيانه" بصلة، وإن أقنع نفسه بخلاف ذلك.
لقد حلموا بعد "أوسلو" بـ"التصفية" و"الهيمنة"، وكذلك بعد احتلال العراق، ويحلمون الآن، لكن النتيحة ستكون هي ذاتها، بل أسوأ دون شك، لأن زمن "الطوفان" وما بعده، وعُرْي "الكيان" أمام العالم، سيجعل إفشالهم محطة باتجاه النهاية، وليس مجرّد فصل عابر في تاريخ الصراع.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..