بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
صرح "نجمان شاي" الإعلامي اليهودي في بداية انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠ أن "الإعلام ذاته هو ساحة الحرب، وهو وسيلة عادية، وإسرائيل تدير أمورها اليوم عبر ثلاثة وسائل، الجهد العسكري والسياسي والإعلامي"/صحيفة معاريف ٢٠/أكتوبر/٢٠٠٠.
لقد حرصت دولة الاحتلال على تجنيد وسائل الإعلام الخاصة بها لصالح حروبها التي خاضتها منذ قيامها وحتى يومنا هذا.
فانتهجت من خلال تلك الوسائل نهج الكذب والتهويل وتزييف الحقائق فكان شمشون هو المنتصر دائما. وبذلك تحول إعلامها عن تخطيط مسبق إلى جبهة مهمة وناشطة تعمل جنبا إلى جنب مع جيش الاحتلال.
ونظرا للتطور الذي حدث في وسائل الإعلام والاتصال اليوم سواء على المستوى الفني أو مستوى التعاطي مع المعلومات، فقد نجم عن ذلك تغيير في الطرق والأساليب التي تستخدمها وسائل الاتصال بهدف الاستفادة من المعلومات في شتى المناحي.
وقد استخدمت تلك المعلومات في إدارة حرب نفسية على الشعب الفلسطيني في غزة، فحاولت التأثير على عزيمتهم ومعنوياتهم من خلال تبديل الحقائق والمعلومات وتحريفها وقلبها سواء عن طريق الزيادة أو النقصان أو الطمس. كما تهدف من خلال الحرب النفسية التي تمارسها عن طريق الإعلام إلى إضعاف الجبهة الداخلية والتشكيك في المقاومة وبث الفرقة في الصفوف، كما تسعى إلى تحطيم الروح المعنوية وزعزعة الإيمان بالهدف الذي أراده قادة طوفان الأقصى، بالإضافة إلى زرع اليأس وروح الاستسلام في النفوس.
ولتحقيق ذلك كله قامت دولة الاحتلال بتجنيد كتاب الأعمدة في الصحف، والمحللين في القنوات والإذاعات العبرية، وأصبحت مهمتهم عبارة عن ضباط احتياط يوجهون الجيش الاستمرار في الحرب والتشجيع على ارتكاب المزيد من المجازر وتدمير البنى التحتية.
وعادة ما تلجأ دولة الاحتلال للاستعانة بأخصائيي الحرب النفسية في حروبهم ضد الشعب الفلسطيني خاصة والعرب عامة.
ومن الطرق التي ينتهجها هذا الإعلام الدعايات والإشاعات وعمليات غسل الدماغ.
فمن الإشاعات التي تروج لها الصحف العبرية وبشكل دائم عبر المقالات التي تنشرها على صفحاتها أن حماس تقوم بالسطو على شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع وسرقتها، بهدف تأليب سكان غزة على مقاومتهم، غير أن هذه الكذبة باتت مكشوفة.
ومنها أيضا أن جيش الاحتلال قضى على معظم ألوية كتائب القسام وبقية الفصائل الفلسطينية، وقد انكشف زيف هذه الإشاعات من خلال العمليات التي تقوم بها الكتائب جنبا إلى جنب مع بقية الفصائل من أفخاخ وكمائن وعمليات قنص وكبدت جيش الاحتلال الخسائر الفادحة.
ومنها ما قامت به بعض الأبواق الصهيونية وما أكثرها على مواقع التواصل الاجتماعي في بداية الحرب من دعوة أهل غزة من خلال ترويعهم إلى الهرب إلى مصر بزعم إنقاذ حياتهم ولكن الهدف هو تهجيرهم.
والمتابع لما ينشر في مقالات الصحف العبرية يجد بأنها معظمها يكاد لا يخلو من الإتيان على ذكر الادعاء الكاذب بأن حماس قتلت نحو ١٢٠٠ شخصا وقطعت رؤوس الأطفال وحرقتهم واغتصبت النساء، وذلك بهدف كسب تعاطف العالم مع قضيتهم.
وقد لجأت دولة الاحتلال لاستخدام طرق ووسائل كثيرة منها الذكاء الاصطناعي بهدف صنع الدعايات الكاذبة ومنها قضية قطع رؤوس الأطفال من قبل حماس ومنها أيضا ما روجوا له في بداية الحرب حينما استخدموا صورة أظهرت مخيما على شاطئ البحر في مدينة "إيلات"، تحمل إحدى الخيام فيه العلم "الإسرائيلي" أيضا بهدف جلب تعاطف العالم مع قضيتهم.
كما يعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب إلى بث مشاهد وفيديوهات لمقاومين مكشوفي الوجه يحصل عليها من خلال السيطرة على كاميرات كانت مع المقاومين قبل استشهادهم أو سقطت منهم خلال القتال، بالإضافة إلى عرض مشاهد لمعتقلين لديه من أبناء شعبنا الفلسطيني.
فالحذر كل الحذر من الترويج لبعض الأخبار التي تثبط معنويات أهلنا في غزة فنحن أمام عدو حاقد وكاذب، استطاع تجنيد ضعيفي النفوس من كافة المستويات السياسية والثقافية وغيرها فكانت تلك الأبواق القذرة التي نجدها أينما توجهنا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..