بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
"إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفا، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليونا، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت".
هذا العبارة قالها الحاخام الأكبر لمدينة صفد "شلومو إلياهو" في حرب 2008 على غزة. عندما تذرعت دولة الاحتلال بأنها سوف تشن الحرب لإيقاف صواريخ حماس على الداخل المحتل. فخرجت تلك الفتوى لذلك الحاخام للجيش ليقتلوا ويقتلوا حتى تتوقف تلك الصواريخ وحتى لو وصل العدد للمليون.
كما صادق غيره من الحاخامات على فتاوى تسمح للجيش بقصف مناطق سكنية، وزعم آخرون أن "حكم التوارة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز وحتى سحق البهائم".
فما الذي تغير اليوم؟
لا شيء، فما يسمى بالخطاب التوراتي لم يتغير ولا زال يتسيد موقف الحرب على غزة 2023 -2024. وما زال الحاخامون يستحضرون نصوص الخطاب لإطلاق فتاويهم في القتل والذبح والقصف والتدمير ويلقون بها للسياسيين والعسكريين الذين يجدون لهم غطاء بتلك الفتاوى الأيديولوجية التي تسوغ لهم اقتراف إجرامهم. وبالتالي لا زال "نتنياهو" يتبجح بمبررات أفعاله الدموية، العنصرية التي تجاوزت جميع الخطوط تحت تلك الفتاوى على مرأى من العالم الذي يسمي نفسه بالمتحضر والعالم الصهيوعربي.
اليوم وبعد مرور أكثر من عام نجد بأن القطاع لا زال تحت هذا الغطاء وخاصة الشمال فجباليا تباد وبيت لاهيا وكذلك بيت حانون وبقية مناطق الشمال. وبرغم حرب الإبادة والحصار والتجويع إلا أن أهل الشمال يتمسكون بشمالهم ويرفضون النزوح وكنتيجة لهذا الصمود يقوم جيش الاحتلال بتطبيق ما جاء في "سفر التثنية" على شكل وصية تحفز على الإرهاب المقرون بالعنصرية ضد أهل الشمال وقد جاء فيها:
"حين تقرب مدينة لكي تحاربها، استدعها للصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعوب الموجودة فيها للتسخير، وتستعبد لك، وإن تسالمك، بل عملت معك حربا فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك". وقد طبق جيش الاحتلال بالفعل هذا النص، بل وتجاوزوا ما جاء فيه فأضافوا إبادة النساء والأطفال فقام بقصفهم، ولم يكتفي بالرجال فقط. كما أنه عرقل دخول المساعدات الإنسانية وعمل على تمرير قوانين لإغلاق مكاتب الأونروا. وما يقوم به هذا الجيش أيضا من عمليات إخلاء بالقوة من الشمال نحو جنوب محور نتساريم يرافقها نسف للمنازل والبنى التحتية.
وقد ادعى الجيش بحسب مقال بعنوان "الدمار الذي يحدثه الجيش في شمال القطاع يشير إلى نية الحكومة "نحن هنا لنبقى" " نشر في صحيفة هآرتس العبرية بقلم "عاموس هرئيل" بتاريخ ٥/نوفمبر "أنه سيطر على المنطقة الواقعة بين كيبوتس نيرعام وسديروت حيث رفعت هناك يافطة كبيرة كتب عليها "إيلي غزة" وأن المنطقة أصبح لها تعريف في ويكيبيديا، وبحسب هذا التعريف هناك كلام عن استيطان غير قانوني في مقابل كيبوتس إيرز، أقامه ناشطون من اليمين يريدون بناء مستوطنات في قطاع غزة".
وبهذا الفعل أيضا تطبيق لما جاء في توراتهم حيث أنها "تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ، والواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم".
لذلك كله أقول وأكرر، أن هذه الحرب وكما ذكرت في مقالات سابقة هي حرب حاخامات قذرة تسعى لالتهام فلسطين بالكامل وطرد أهلها وتحقيق النقاء العرقي اليهودي..
لكن أنّ لهم ذلك فالكلمة تبقى للميدان حيث معظم أهل الشمال يرفضون الخروج مفتدين أرضهم بأجسادهم. كما أن المقاومة لا زالت واقفة على أرجلها وتذيق الجيش الجبان الخسائر البشرية والعسكرية.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..