• لبنان
  • الأربعاء, تشرين الأول 16, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 3:26:53 ص
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١٤/أكتوبر

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

كان لصهاينة بريطانيا الفضل في زراعة بذرة الدولة اليهودية في أرض فلسطين قبل أن يفكر بها صهاينة اليهود كوطن قومي لهم.

كما كان لها الفضل في تسخير جنودها للبطش بالشعب الفلسطيني وإخماد ثوراته المتتالية. وهي التي نفذت ما وعدت به صهاينة اليهود بقوة النار والحديد. وقد أشرف بعض ضباطها على تدريب العصابات الصهيونية للفتك بالفلسطينيين.

وعندما أعدت العدة لإنهاء انتدابها وبالأحرى احتلالها، قررت الانسحاب، وكانت قد ساهمت بتسليم المدن والقرى الفلسطينية لتلك العصابات الصهيونية.

وتركت فلسطين متعمدة في حالة من الفوضى والدمار والدم عندما رفضت السماح للجنة الأمم المتحدة الخماسية دخول فلسطين قبل الأول من مايو ٤٨. وكانت مهمة هذه اللجنة تسهيل سرقة البلاد بنقلها من الانتداب إلى التقسيم.

وادعت بريطانيا وقتها أن الأمن والنظام في فلسطين هي مسؤوليتها هي فقط.

مع العلم أنه ومن المؤكد بأن تلك اللجنة لم يكن من أهدافها عرقلة قيام الدولة اليهودية لأن منظمة الأمم المتحدة لولا عيون هذه الدولة لما أنشئت. والتاريخ يشهد على ذلك. وبريطانيا لم تتخذ قرار الرفض ذلك بمعزل عن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم توافق عليه بدورها لخوفها من الاتحاد السوفياتي مع العلم أن الأخير كان يحلم وقتها بموطئ قدم له في منطقة الشرق الأوسط عن طريق استرضاء الصهاينة.

وقد صرحت بريطانيا وقتها للرئيس الأمريكي "ترومان" بأنها ستنهي انتدابها في ١٥/مايو٤٨ حتى لو كان معنى هذا، تسليم فلسطين للفوضى. وبهذا الشأن قال "حاييم وايزمان" " أن ساسة لندن كانوا يرون يومئذ أن العرب واليهود يجب أن يترك بعضهم البعض فترة من الزمن، لا بد فيها لإراقة الدماء".

ومن هنا يتضح أن بريطانيا تركت فلسطين للعصابات الصهيونية بهدف إقامة الدولة اليهودية وإذلال الشعب الفلسطيني. زد على ذلك الخيانة العربية ذلك الوقت والتي يعكسها موقف الشهيد عبد القادر الحسيني عندما استنجد بالقيادة العسكرية للجامعة العربية قائلا لها بأنه بمساعدتهم سينهي الوجود اليهودي في فلسطين.

غير أن القيادة رفضت مساعدته، فأطلق الحسيني صرخته وأرسل لهم قائلا " نحن أحق بالسلاح المخزن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم". فهزئ منه "طه الهاشمي" رئيس اللجنة وأرسل له "أن لدى اللجنة العتاد والسلاح ولكنها لن تعطيه لعبد القادر ،ولكنها ستنظر بالأمر بعد ١٥/مايو.

فما كان من الحسيني إلا أن قال "والله يا باشا إذا ترددتم وتقاعستم عن العمل فإنكم ستحتاجون بعد ١٥/مايو أضعاف ما أطلبه منكم الآن، ومع ذلك فإنكم لن تتمكنوا من هؤلاء اليهود، إني أشهد الله على ما أقول، وأحملكم سلفا مسؤولية ضياع القدس ويافا وحيفا وطبرية وأقسام أخرى من فلسطين".

واليوم المشهد يتكرر ويعيد المأساة ولكن بدعم تترأسه الولايات المتحدة بالإضافة إلى خيانة عربية سافرة لم تخجل منذ بداية الحرب ولو من استنكار خجول كما في السابق. وكان من نتائج ذلك مئات المجازر الوحشية آخرها ما ارتكبته دولة الاحتلال حين استهدفت خيام النازحين فجر اليوم ١٤/أكتوبر في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط غزة، فأحرقت الخيم بأصحابها من أطفال ونساء وشيوخ وكبار وصغار أمام أنظار العالم الذي يسمي نفسه متحضرا ،تاركا غزة وأهلها لفاشية اليهود كما تركت بريطانيا أهل فلسطين للعصابات الصهيونية.

اليوم الجميع لا يقف فقط متفرجا بل ومصفقا، وعرباننا لا زالوا على خياناتهم التي تفاقمت حتى أوصلتهم إلى درجات تخطت الدياثة والنذالة، يقفون عبيدا خلف أسيادهم في الصفوف الأخيرة ينتظرون إنهاء التصفيق ومتهيئين للعلق أحذيتهم لإثبات عبوديتهم والتمسح ببصاقهم وأبوالهم.

ومشهد احتراق الإنسانية لم ينتهي وسط الحريق وصراخ من احترقوا أحياء، صرخات ستظل تلعن الخون إلى يوم الدين.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة