• لبنان
  • الاثنين, أيلول 16, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 9:55:42 م
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

المسيحيون يقتلون بعضهم.. البروتستانت ضحايا التعصب الكاثوليكي

بوابة صيدا

في 24 آب / أغسطس 1572م، وقعت «مذبحة سان بارثليمبو» والتي ذُبح خلالها ما يرقى إلى 30 ألف بروتستانتي فرنسي على يد السلطات الكاثوليكية “والمتعصبين من الكاثوليك” بأبشع وسائل القتل، كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً وذلك بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية.. وذلك ضمن الحروب الدينية المسيحية في فرنسا بين الكاثوليك و الپروتستانت التي خلفت ما بين 2 و 4 ملايين قتيل..

مذبحة يوم القديس بارتولوميو ، وقعت عام 1572 وكانت مجموعة اغتيالات مستهدفة، أعقبتها موجة من عنف الكاثوليك، موجهاً ضد الهيوگنو (الپروتستانت الكالڤنيين الفرنسيين)، أثناء حروب الدين الفرنسية.

يعتقد تاريخياً أنها من تدبير كاترين ده مديتشي، والدة الملك شارل التاسع، وقعت المذبحة بعد خمسة أيام من زفاف شقيقة الملك مارگرت على الپروتسانتي هنري الثالث من نڤارا (هنري الرابع من فرنسا مستقبلاً). كانت هذه الزيجة مناسبة لتجمع العديد من أكثر الهيوگنو ثراءاً وشهرة الذين تجمعوا في پاريس ذات الغالبية الكاثوليكية.

بدأت المذبحة مساء 23 - 24 آب / أغسطس 1572 (عشية عيد بارتولوميو الرسول)، بعد يومين من محاولة اغتيال الأدميرال گاسپار ده كوليني، الزعيم العسكري والسياسي للهيوگنو. أمر الملك بقتل مجموعة من القادة الهيوگنوين، من بينهم كوليني، الأمر أبلغ لقواد أحياء باريس بأن يسلحوا رجالهم ويستعدوا للعمل بمجرد سماعهم أجراس الكنائس تدق في الثالثة من صباح 24 آب /أغسطس، وهو عيد القديس بارتولوميو. وأرسل القائد هنري جيز كلمة إلى ضباط المليشيا بأن على رجالهم حالما يسمعون ناقوس الخطر يقرع أن يذبحوا كل هيوكنوتي يعثرون عليه؛ أما أبواب المدينة فتقفل لتمنع الهاربين من الهروب.

قاد جيز بنفسه ثلاثمائة جندي ليلاً إلى المبنى الذي ينام فيه كوليني (زعيم البروتستانت) وكان على مقربة منه باريه طبيبه، وميرلان سكرتيره، ونيقولا خادمه. أيقظهم وقع أقدام جند مقبلين، ثم سمعوا طلقات وصياح، كان حرس كوليني يُقتلون. واندفع صديق إلى الحجرة وهو يصيح "لقد قضي علينا! " وأجاب الأميرال كوليني، "إنني اعددت نفسي للموت منذ زمن طويل، فأنقذوا أنفسكم، لا أريد أن يلومني أحباؤكم على موتكم. أستودع روحي لرحمة الله ". فهربوا، واقتحم جند جيز الباب فوجدوا كوليني راكعاً يصلي، فطعنه جندي بسيفه وشق وجهه، وطعنه آخرون، ثم قذف به من النافذة وهو حي، فسقط على الرصيف أسفل المبنى عند قدمي جيز.

وبعد أن تأكد الدوق جيز من موت كوليني أمر رجاله بأن ينتشروا في باريس ويذيعوا هذه العبارة "اقتلوا! اقتلوا! هذا أمر الملك " وفصل رأس الأميرال كوليني عن جسده وأرسل إلى اللوفر، وقيل إلى روما، أما الجسد فسلم للجماهير التي مثلت به تمثيلاً وحشياً فقطعت الأيدي والأعضاء التناسلية لعرضها للبيع، وعلقت بقيته من عرقوبيه.

وأرسلت الملكة خلال ذلك الأوامر للدوق جيز بوقف المذبحة لشعورها بشيء من الندم أو الخوف. وكان الجواب أن الأوان فات، أما وقد مات كوليني. فلا بد من قتل الهيوگنو وإلا فهم لا محالة ثائرون.

لقد كانت الكنيسة الكاثوليكية متواطئة ومشاركة في المجزرة، ففي يوم 24 آب / أغسطس دقت أجراس الكنائس إشارة للجنود والمتطوعين من الأهالي المتحمسين الذين باتوا ليلتهم ينتظرون تلك الإشارة أمراً صريحا بالبدء في الفتك بالبروتستانت إلا أنها دقت بوقت ابكر من الوقت المعلوم للصلاة، فشعر البروتستانت بالخطر وهرب بعضهم خارج المدينة أو لجأوا لدى أقاربهم من الكاثوليك إلا أن هؤلاء أيضاً خضعوا للهجوم، ومن لم يستطيع الهرب دوهموا في بيوتهم. وقتلوا بكافة أعمارهم.

أما الممثل البابوي في باريس فكتب إلى روما يقول: "أهنئ قداسة البابا من أعماق قلبي على أن يد الله جل جلاله شاء في مستهل بابويته أن يوجه شؤون هذه المملكة توجيهاً غاية في التوفيق والنبل، وأن يبسط حمايته على الملك والملكة الأم حتى يستأصلا شأفة هذا الوباء بكثير من الحكمة، وفي اللحظة المناسبة حين كان كل المتمردين محبوسين في القفص.

وحين وصل النبأ إلى روما نفح كردينال اللورين حامله بألف كراون وهو يهتز طرباً. وسرعان ما أضيئت روما كلها، وأطلقت المدفعية من قلعة سانت أنجلو، وقرعت الأجراس في ابتهاج، وحضر جريجوري الثالث وكرادلته قداساً مهيباً لشكر الله على "هذا الرضى الرائع الذي أبداه للشعب المسيحي "، والذي أنقذ فرنسا والكرسي البابوي المقدس من خطر عظيم.

وأمر البابا بضرب مدالية خاصة تذكاراً لهزيمة الهيوگنو أو ذبحهم وعهد إلى فازاري بأن يرسم في الصالة الملكية بالفاتيكان صورة للمذبحة تحمل هذه العبارة " البابا يوافق على قتل كوليني".

وذكر السفير الأسباني في تقريره لحكومة بلاده: "إنهم يقتلونهم جميعاً وأنا أكتب هذا، إنهم يُعرونهم.. ولا يعفون أحداً حتى الأطفال. تبارك الله! "

تعتبر المذبحة أيضاً نقطة تحول في حروب الدين الفرنسية. الحركة السياسية الهيوگنوية قوضت بفقدان الكثير من زعمائها الأرستقراطيين البارزين، فضلاً عن تحول الكثير من التحولات من قبل الأفراد العاديين، وأولئك الذين ظلوا، كانوا راديكاليين بشكل متزايد.

كانت "أسوأ مذبحة دينية في ذلك القرن." عبر أوروپا، " طُبع في أذهان الپروتستانت إلى الأبد أن الكاثوليكية هي ديانة دموية وغادرة".

يُذكر أن الحروب الدينية استمرت في فرنسا زهاء أربعة عقود متتالية ( 1560- 1598 ) خلال القرن السادس عشر . فقد اشتعلت سنة 1560 ولم تنته إلا في سنة 1598. وحسب موسوعة الحروب، فإن الحروب الدينية في فرنسا أدت إلى مقتل ما بين 2 إلى 4 مليون نسمة.

وكان بابا الفاتيكان أمر في عام 1545م بالقاء البروتستانت من فوق أسطح القلاع لكونهم غير مسيحيين وخوارج ولا يستحقون الحياة، كما أمر بقتل ملك فرنسا هنري الثالث بتهمة الردة لكونه تحول للبروتستانتية!!

 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة