• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:52:02 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ "مجموعة السبع" ومفاوضات "جو بايدن"

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

لماذا تؤيد "مجموعة السبع" المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وتدعو حماس إلى قبوله؟

ولماذا يعيد زعماء هذه المجموعة التأكيد على دعمهم مسار موثوق باتجاه سلام يؤدي إلى حل الدولتين؟

وقبل الإجابة على السؤالين المطروحين أعلاه لنتعرف على "مجموعة السبع".

مجموعة الدول الصناعية السبع عبارة عن ملتقى سياسي حكومي دولي يضم الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، واليابان.

نشأت مجموعة الدول الصناعية السبع في العام 1973 إثر اجتماع خاص بوزراء المالية، وأصبحت منذ ذلك التاريخ ملتقى رسميا بارزا لمناقشة وتنسيق الحلول المتعلقة بكبرى القضايا العالمية، وخصوصا في ميادين التجارة، والأمن، والاقتصاد، والتغيير المناخي.

وتستأثر هذه المجموعة منذ العام ٢٠١٨ على نسبة تقارب ٦٠% من صافي الثروة العالمية. ولا تعتبر المجموعة منظمة دولية بل منتدى غير رسمي ولا يمكنها اتخاذ قرارات ملزمة قانونيا، غير أن مواقفها لها وزن سياسي كبير.

وبالعود إلى السؤالين المطروحين وأسباب انخراط "مجموعة السبع" في إنجاح المفاوضات التي قدمها "جو بايدن"، فإننا نستطيع القول بأن الإجابة تكمن في تعزيز نفوذها ونفوذ الشريك الأقوى الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في المشروع الأمريكي "مشروع الممر البري والبحري".

حيث يستمد هذا المشروع قوته من أربع منابع رئيسية.

المنبع الاول يكمن في ما أطلق عليه اتفاقيات إبراهيم للسلام التي لم تعد تخفى على أحد.

أما المنبع الثاني فهو التجمع الاقتصادي الاستراتيجي الرباعي للشرق الأوسط الذي يضم الولايات المتحدة والهند والإمارات ودولة الاحتلال. وتهدف هذه التجمعات إلى استمرار الهيمنة الأمريكية على العالم وعزل الصين.

والمنبع الثالث عبارة عن مبادرة عنوانها "الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالميين" باستثمارات كلية تصل إلى ٦٠٠ مليار دولار.

وهي المبادرة الأميركية التي تبنتها "مجموعة السبع " الصناعية الرئيسية عام ٢٠٢١، وتمثل الرد الغربي على مبادرة "الطوق والطريق" التي أطلقتها الصين عام ٢٠١٣ في شأن تنمية البنية الأساسية التي تربطها بالعالم.

والمبادرة الأمريكية هي مشروع يربط جنوب آسيا وأوروبا عبر الخليج العربي والشرق الأوسط من خلال خطوط السكك الحديدية والنقل البري في منافسة واضحة لمبادرة "الطوق والطريق".

كما يربط المشروع الأمريكي الهند بالشرق الأوسط وتحديدا بدول الخليج العربي بحريا وهذا يوصف بالخط الشرقي. أما الخط الشمالي فإنه يربط دول الخليج العربي بالأردن ودولة الاحتلال عن طريق السكك الحديدية ومن دولة الاحتلال يتم الربط بحرا بالسواحل الجنوبية لأوروبا وتحديدا فرنسا وإيطاليا ومنها إلى دول وسط أوروبا وشمالها وغربها عن طريق السكك الحديدية.

ولنضع الأهمية الاقتصادية التي يتبجح بها واضعوا المشروع جانبا. ونلتفت إلى الأهمية السياسية من وجهة نظر الولايات المتحدة ودولة الاحتلال حيث أن هذا المشروع يعمل على تسريع وتيرة التطبيع الذي تسعى إليه دولة الاحتلال مع دول الخليج.

كما يعتقد بعض المحللين السياسيين أن هذا المشروع يستغل مدينة "نيوم" السعودية الجديدة والتي يخطط لها أن تكون مركزا لجذب الاستثمارات العالميه في مشروعات الطاقة المتجددة و الهيدروجين النظيف.

والجدير بالذكر أن البعض يتوقع أن هذه المدينة "نيوم"، أعدت ليتجمع بها ٩ مليون يهودي حيث تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهي أشبه بمدينة العجائب. والمدينة ضمن المسار الإبراهيمي. وهذا يقودنا للمنبع الرابع الذي يقوي المشروع الأمريكي سابق الذكر والذي يكمن في تطبيع العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال.

وقد أوقف طوفان الأقصى يوم ٧/أكتوبر التقدم في مثل هذا المشروع بل وتجميده فعليا وهذا يمثل انتكاسة لاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك نجد مجموعة السبع تعقد القمة تلو الأخرى منذ بداية الطوفان في سبيل إنقاذ المشروع الذي يصب في مصلحتها إلى جانب مصلحة الولايات المتحدة والذي كان سيغير وجه الشرق الأوسط.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة