بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
استكمالا لما جاء في المقال السابق....
يتبين لنا من خلال التناقضات في بنود مقترح الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الذي طرحه على طاولة المفاوضات قبل أسابيع أن هدفه ليس إنهاء الحرب على غزة، بل على العكس فهو يعمل جنبا إلى جنب مع "بنيامين نتنياهو" لإطالة زمنها واستمرارها. غير أن بايدن يسعى إلى امتصاص الاحتقان للرأي العام العالمي الذي بات واضحا من هذه الحرب الوحشية ولفت أنظاره عن عمليات الإبادة الجماعية التي لم تتوقف منذ بداية الحرب.
الغرب على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يرى أن الإسلام هو الخطر الأكبر المحدق به. وخاصة مع الزيادة الواضحة في انتشاره بعد عملية ٧/أكتوبر المجيدة.
فقد اعتنقت أعداد غير قليلة الإسلام والذي كان أحد أبرز أسبابه ما شاهده العالم عبر التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من مشاهد قتل وتدمير وتهجير وتجويع لأهل غزة وفي المقابل يواجه كل ذلك بالصبر والحمد. ما جعل الشعوب الغربية التي تتابع أحداث الحرب من خلف الشاشات تندهش مما ترى وتصل إلى نتيجة واحدة هي أن هذا الصبر لا يأت من فراغ. فهناك شيء عظيم يلهم هؤلاء ويمنحهم هذا الصبر.
إنه الإسلام الذي تسعى أمريكا وذيلها الصهيوني وبقية دول الشيطان إلى تدميره.
ففي بداية الحرب على غزة نجد تصريحا "لجو بايدن" يقول فيه "لو لم توجد إسرائيل في هذه المنطقة لأوجدناها".
والمتمحص في هذا التصريح سيجد بأنه يحمل دلالات كثيرة أبرزها العداء للإسلام.
وهو مكمل لتصريح "جورج بوش" عقب أحداث ٢٠٠١، أحداث تفجير برجين في نيويورك. حيث قال حينها "إنها حرب على الإسلام" ووصفها بالصليبية.
وبوش بحسب مجلة دير شبيغل الألمانية وما جاء فيها " أصبح بوش واحدا من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح".
اما في عام ١٩٨٠ فقد صرح الرئيس الأمريكي "ريغان" في مقابلة متلفزة، فقال "إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون". وهرمجدون بحسب مفهومهم التوراتي هي المعركة الفاصلة بين الخير والشر أو كما يزعمون بين الله والشيطان وتكون على إثرها نهاية العالم.
كما أن السيناتور الأمريكي"ليندسي غراهام" قال في تعليقه على الحرب على غزة "نحن في حرب دينية هنا، أنا مع إسرائيل، قوموا بكل ما يتوجب عليكم القيام به للدفاع عن أنفسكم، قوموا بتسوية الأرض".
ومما سبق نخلص إلى نتيجة بالغة الأهمية هي أن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالدين هو نتيجة السيطرة "الصهيونية المسيحية" على الساسة الذين يؤمنون بتدبير الأمور التي من الممكن أن تعجل بعودة "مسيحهم المنتظر" والسيطرة على العالم. وهؤلاء الساسة يعتبرون ما يقومون به تجاه دولة الاحتلال على حد زعمهم "محرك إلهي".
ولا يختلف بايدن عن نتنياهو وبقية دول الشيطان فالكل يجمعهم اهتمام واحد. فمن منا ينكر هدف ما يردده "بايدن ونتنياهو" وبقية دول الشيطان من أن "غزة وحماس يشكلان خطرا على دولة الاحتلال ودول الغرب".
فبنيامين نتنياهو استدعى في بداية حربه ما يسمى ب "نبوءة إشعيا" التي تُذكّر بما فعله "العماليق" ببني "إسرائيل".
والمتطرفين من اليهود ينادون من قبل ٧/أكتوبر بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ، وقد زادت مطالباتهم بعد الحرب.
و"فتيان التلال" المستوطنون المتطرفون يقتحمون بشكل متكرر ساحات المسجد الأقصى في مسيرات أعلامهم ويشتمون رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أن التطهير العرقي الديني عن طريق تدمير المساجد في غزة بدعوى أن حماس حولتها إلى مخازن للأسلحة، لا يخرج عن كونه شحنا دينيا للجندي اليهودي.
وكلما تعمقت هذه الحرب على غزة كلما توضحت المسارات الغامضة لاستمرارها بالرغم من كل ما تكبدته دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية من خسائر.
إلا أنها لا تتوقف وجميع مفاوضاتهم كاذبة.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..