بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
فوجئت دولة الاحتلال بالقدرات الضعيفة لجيشها النظامي في مواجهة حرب العصابات، وأنه غير قادر على السيطرة على أرض الميدان سواء زمانيا أو مكانيا. هذ الدولة التي، لولا التغطية الجوية لخرجت من غزة مهزومة، مدمرة منذ الأسبوع الأول.
وبرغم التفوق العسكري، إلا أن هذا التفوق أثبت أنه لا يضمن الحفاظ على أسس قوة الردع، وبالتالي ضمان الأمن القومي.
فامتلاكها لذلك التفوق الجوي لم يمكنها من القضاء على المقاومة الفلسطينية كما توعد نتنياهو. كما أن ارتكابها الإبادة الجماعية بحق المدنيين وتدمير البنية التحتية للقطاع أيضا لم يفلح في تحقيق ذلك الهدف.
ومن الأسس التي فشلت بها أيضا أثناء الحرب على غزة، خوضها الحرب دون خسائر بشرية. فقد استطاعت المقاومة تكبيدها مئات الجنود والضباط فمنهم من خرج قتيلا وآخرين خرجوا بعاهات جسدية ونفسية.
ومن الطبيعي أن تفشل دولة الاحتلال في حربها البرية، فدبابة العدو لم تواجهها دبابة من قبل الطرف الآخر. بل واجهت جسد المقاوم، يخرج ويختفي كأنه جسد غير مرئي.
هذا العدو المفترض يمتلك ما لم تمتلكه الدبابة وهو عنصر المفاجأة المكانية والزمانية في الظهور وأداء المهمة بسرعة عجيبة، ثم لا يلبث أن يختفي كشبح، فالأرض أرضه و يعرفها كما يعرف الشخص خطوط كفه.
كما أن أرض المعركة تمركزت في محيط جغرافي محدود.
في حرب لبنان الأخيرة بين حزب الله ودولة الاحتلال، حاولت الأخيرة خوض مثل هذا النوع من المواجهة، غير أنها اضطرت إلى وقف المعركة عندما تيقنت أنها ستنهزم لو استمرت في الميدان.
إلا أن نتنياهو يصرّ على القضاء على جيشه حتى آخر جندي ويرفض دخول أي مفاوضات من شأنها وقف الحرب.
دخل رفح بشوفينية النصر الموهوم برغم أنه يدرك أنه مهزوم بالفعل، فهو لم يحقق أهدافه التي صرح بها في بداية عدوانه. لكنه ربما يسعى إلى استعادة شيئا من هيبة الردع التي تمزقت على أعتاب شراسة المقاومة في جميع مناطق غزة. بالإضافة إلى أهداف مضمرة أخرى كنت قد تناولتها في مقال سابق.
إقرأ لنفس الكاتبة
الحرب على غزة ـ قائد بألف وآخر بـ "تُفّ"
النكبة الدليل الذي لم يسقط أمام محكمة العالم والشاهد الصادق على فاشية الصهيونية..
نتنياهو دخل رفح معتمدا على قناعة أن سلاح الجو قادر على تدمير المقاومة التي يدّعي كذبا أنه دمّر معظم ألويتها في معاركه السابقة في القطاع. لكن سرعان ما تبددت إشارة نصره الحالمة وقد مرت أيام على دخوله بقعة جغرافية ذات مساحة ضيقة ومكتظة بالنازحين دون أن يفعل سوى ما فعله منذ بداية حربه من قتل وتدمير وحشي لمدنيين كانت رفح مكانهم الآمن والأخير بعد تدمير منازلهم في مناطقهم التي نزحوا منها.
وخسارة تلو الأخرى واجهت هذا النتن، فجنوده يقتلون في كل مكان بسبب ضربات المقاومة، وهذا يعطيه جوابا شافيا ودليلا قاطعا على فشله في عملية ردع المقاومة والقضاء عليها.
والفشل الأهم لنتنياهو هو إخفاقة في تأليب السكان على مقاومتهم من خلال المجازر التي ينفذها جيشه على مدار الساعة.
أما الضربة القاصمة فهي عودة النازحون من سكان غزة إلى شمال القطاع.
وهذا هو مخيم جباليا في شمال غزة يثبت صموده مع المقاومة برغم عمليات الإبادة والتدمير . وقد ذاق جيش الاحتلال الأمرين بسبب ما ينتظره من كمائن مركبة وعمليات قنص بالإضافة إلى دك مواقع القيادة والمراقبة وأساليب المقاومة الأخرى
واليوم العدو يتخبط في هذا المخيم فيزداد وحشية بسبب الخسائر، فها هو الناطق الرسمي العسكري الصهيوني يعترف بحالة التخبط ويصرح قائلا "ضغط عملياتي كبير في مخيم جباليا وتحقيقاتنا خلصت إلى أن دبابة فتحت النار على مبنى في جنود لنا".
الجيش اليوم مهزوم ميدانيا وسينهزم أكثر كلما طال زمن الحرب.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..