بوابة صيدا
غالبًا ما تنشأ توترات بين الأجداد والآباء حول أسلوب تربية الأطفال. مشاهدة ابنك وهو يتحول إلى والد ويعتني بطفله من أعظم متع الحياة، لكن كثيرًا ما يتدخل الأجداد بآراء غير مطلوبة حول قرارات التربية، من النوم إلى الطعام إلى أساليب الانضباط.
طبيب الأطفال "بيري كلاس" له خبرة تتجاوز 30 عامًا يوضح أن الحكمة تكمن في التريث وعدم تقديم النصيحة إلا عند طلبها.
بصفتي جداً وطبيب أطفال لأكثر من 30 عامًا، أتفهم إغراء اللجوء إلى الخبرة الأبوية (ناهيك عن التدريب الطبي)، لكن الحكمة تكمن في التريث وعدم تقديم النصيحة إلا عند طلبها.
لقد مررنا بتجارب صعبة، و اتخذنا قراراتنا سابقًا حين ربّينا أبناءنا، واليوم حان الوقت لاحترام خياراتهم، والمشاركة فقط عندما يُطلب منا ذلك، مع إدراك أن طرق التربية تتغير بمرور الزمن.
أبرز الأخطاء التي يقع فيها الأجداد
1- تجاهل أن أنماط التربية تتغير مع الزمن*
أساليب التربية ليست ثابتة، بل تتطور مع الأجيال. ما كان مقبولًا في الماضي قد لا يكون مناسبًا اليوم. بعض الأجداد يتساهلون في أمور مثل الحلويات أو وقت الشاشة، بينما يراها الآباء قضايا أساسية. المهم أن يتذكر الجد أو الجدة أن دورهم مختلف الآن، وأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الوالدين.
2- إلقاء اللوم على شريك الابن أو الابنة
الدخول في صراع مع شريك ابنك أو ابنتك يضر بالعلاقة الأسرية. يجب احترام وحدة القرار الأسري، وعدم تجاوز أحد الوالدين أو التعامل معه كطرف ثانوي. فالشريك هو جزء أساسي من عملية التربية، ومن دونه لم تكن لتصبح جدًا أو جدة.
3- افتراض أن مشاكل الحفيد سببها الأهل
حين يمر الطفل بمرحلة صعبة، ليس الوقت مناسبًا للوم أو ترديد "لقد حذرتكم". التربية معقدة، وغالبًا ما يحمّل الآباء أنفسهم مسؤولية أمور خارج سيطرتهم. الأفضل أن يكون الجد أو الجدة جزءًا من شبكة الدعم للطفل وللوالدين، عبر الإصغاء والمساندة.
4- تحويل النقاش إلى صراع
من حق الأجداد أن يبدوا رأيًا في القضايا الصحية الأساسية مثل التطعيمات، لكن يجب أن يتم ذلك باحترام وبدافع المحبة، دون أن يتحول إلى معركة تسيطر على العلاقة. كما يُستحسن أن يكونوا قدوة عبر الالتزام بأنفسهم بالتطعيمات الموصى بها.
5- التدخل المفرط دون طلب
اختيار المعارك جزء أساسي من التربية، وكذلك من دور الأجداد. كثرة التدخل في تفاصيل صغيرة قد تخلق توترًا غير ضروري. الهدف الأسمى هو مساعدة الحفيد على أن ينمو ليصبح شخصًا مسؤولًا قادرًا على اتخاذ قرارات جيدة، وهذا يتحقق عبر احترام خيارات الوالدين ودعمهم.
خلاصة
لقد ربّى الأجداد أبناءهم من قبل، وهم اليوم أمام دور جديد يتطلب الحكمة والاحترام. كلما اعترفوا بخيارات أبنائهم ودعموها، ساعدوا في بناء أسرة متماسكة، وأثبتوا أنهم أجداد داعمون لا متدخلون.
(بقلم بيري كلاس ـ طبيب أطفال ـ الواسنطن بوست)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..