بوابة صيدا
في خطوة وصفت بأنها تحدٍ للخطاب السائد، قام وفد من القيادات الدينية المسلمة بزيارة إلى إسرائيل برعاية منظمة "شراكة"، التي تعمل على بناء جسور التواصل بين الإسرائيليين والمجتمعات العربية والإسلامية منذ اتفاقيات أبراهام 2020. وقد خصص الوفد يوماً كاملاً للقاء ناجين من هجوم 7 أكتوبر وزيارة مواقع الذاكرة، مؤكدين على أهمية "التضامن الشخصي بين الأديان" بعد الهجوم.
الوفد ضمّ شخصيات دينية بارزة من الولايات المتحدة، بينهم الشيخ "موسى دراميه"، مؤسس "مؤسسة الإعلام الإسلامي" وحوار المسلمين – إسرائيل في نيويورك، الذي قال إن الزيارة جاءت ردًا على تصريحات المرشح الديمقراطي "زهران ممداني" الذي تعهد بعدم زيارة إسرائيل إذا انتُخب. واعتبر دراميه أن هذا الموقف يتجاوز حدود النقد السياسي ليصل إلى معاداة السامية، محذرًا من تطبيع مثل هذا الخطاب.
وقال دراميه: "هذه الرحلة تحمل عنوان 'رابطة لا تنكسر' بين ولاية نيويورك والأرض المقدسة"، موضحًا أنه وزوجته نظّما الزيارة لتقديم نموذج علني للتضامن بدلًا من الصمت.
من بين المشاركين أيضًا الإمام "نور الدين شاكر مصطفى" من تكساس، الذي تحدّث عن تجربته الشخصية في التعايش بين الأديان، إذ تزوج من امرأة مسيحية ويعتبر ذلك تجسيدًا لمبادئ الحوار والتسامح التي بدأها منذ التسعينيات. وقال: "في عام 1995، بدأ الناس يرون أن اليهود يأتون بالتوراة، والمسيحيين بالإنجيل، والمسلمين بالقرآن، ويتحدثون عن تأثير النبي موسى على مجتمعاتهم. الناس قالوا: لم نرَ الأمر بهذه الطريقة من قبل".
وأضاف مصطفى أن زيارته لإسرائيل ليست لتقليل شأن معاناة اليهود، بل للتعلّم منها وتحويلها إلى تحذير عالمي: "لا تنتقصوا من فظائع اليهود، بل استخدموا تجربتهم كقالب للتوعية، لأن ما حدث يمكن أن يتكرر".
كما شاركت "شيرينا دراميه"، مديرة مدرسة القيادة الإسلامية في حي برونكس، في الزيارة برسالة تربوية واضحة: "لسنا هنا لنأخذ طرفًا، نحن مسلمون، وعلينا أن نقف مع السلام والإنسانية جمعاء". وأكدت أن مدرستها تزرع في الطلاب قيم الكرامة والتعايش والمسؤولية المدنية، مستشهدة بالآية القرآنية: "من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا".
وقالت إن الاستقطاب ليس فقط خطرًا، بل هو "كسل فكري"، داعية إلى "صحوة في العقول والقلوب والآذان".
من الجانب الإسرائيلي، رحّبت مؤسسة "شراكة" بالوفد، ووصفت مديرة برنامج تعليم الهولوكوست "أليسا أنيس" الزيارة بأنها "مصدر نادر للأمل" بعد أحداث 7 أكتوبر.
وأوضحت أن الوفد جاء ليتعلّم عن التاريخ اليهودي والهولوكوست وهجمات أكتوبر، وأن الهدف هو تمكينهم من العودة إلى مجتمعاتهم ومواجهة الكراهية والتطرف.
وأضافت أنيس أن الأصوات الرافضة للتطبيع في العالم العربي والإسلامي ليست الأكثر عددًا، رغم أنها الأعلى صوتًا، مشيرة إلى تزايد الأصوات المعتدلة التي تدعم الحوار بين الأديان والتعليم عن الهولوكوست كأدوات لمكافحة التطرف.
في ختام الزيارة، التقى الوفد بالناجي "نيف روفيني" من مهرجان نوفا، الذي روى كيف أنقذه مسلم بدوي يُدعى "يوسف زيادنة" من مدينة "رهط"، بعدما خبّأه وأصدقاءه في مزرعته وتفاوض مع المهاجمين لإنقاذهم.
وقال زيادنة للوفد: "كان الناس يُطاردون، ولم أستطع تركهم في الخارج. فعلت ما كان يجب فعله"، مضيفًا أنه وعدهم بالبقاء معهم حتى النهاية، وخرج بنفسه لمواجهة المهاجمين رغم الخطر.
(المصدر: ذا ميديا لاين)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..