• لبنان
  • السبت, كانون الأول 06, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:45:40 ص
inner-page-banner
الأخبار

وثيقة سياسية أمريكية تكشف دعم ترامب الصريح لليمين المتطرف في أوروبا..  

بوابة صيدا

قالت إدارة دونالد ترامب إن أوروبا تواجه "محواً حضارياً" خلال العقدين المقبلين نتيجة للهجرة والتكامل مع الاتحاد الأوروبي، مجادلة في وثيقة سياسية بأن على الولايات المتحدة أن " تعمل على تنمية المقاومة" داخل القارة تجاه "المسار الحالي لأوروبا".

هذه الوثيقة، التي وُصِفَت بأنها "خارطة طريق لضمان بقاء أمريكا الأمة الأعظم والأكثر نجاحاً في تاريخ البشرية ووطن الحرية على الأرض"، هي استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي تعبر صراحة عن دعم واشنطن للأحزاب القومية اليمينية المتطرفة في أوروبا.

تقول الوثيقة، التي تتضمن مقدمة موقعة من ترامب، إن أوروبا تشهد تدهوراً اقتصادياً لكن "مشاكلها الحقيقية أعمق من ذلك"، بما في ذلك "أنشطة الاتحاد الأوروبي التي تقوض الحرية السياسية والسيادة، وسياسات الهجرة التي تحول القارة، ورقابة حرية التعبير وقمع المعارضة السياسية... وفقدان الهويات الوطنية".

يبدو أن هذا الشرح المكون من 33 صفحة لوجهة نظر ترامب القائمة على مبدأ "أمريكا أولاً" يؤيد نظرية المؤامرة العنصرية المسماة "الاستبدال العظيم"، حيث يقول إن العديد من الدول معرضة لخطر أن تصبح "أغلبية غير أوروبية" وأن أوروبا تواجه "احتمالاً حقيقياً وصارخاً للمحو الحضاري". وتضيف الوثيقة: "إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن القارة لن تكون قابلة للتعرف عليها في غضون 20 عاماً أو أقل".

ولذلك يجب أن تشمل السياسات الأمريكية " تنمية المقاومة داخل الدول الأوروبية للمسار الحالي الذي تسير فيه أوروبا"، بالإضافة إلى تمكين أوروبا من "تحمل المسؤولية الأساسية عن دفاعها" و"فتح الأسواق الأوروبية للسلع والخدمات الأمريكية".

ردود الفعل الأوروبية والأمريكية

رداً على الوثيقة الاستراتيجية يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الألماني "يوهان فاديفول" إن الولايات المتحدة تظل حليفاً حيوياً في الأمن لكن "مسائل حرية التعبير أو تنظيم مجتمعاتنا الحرة" لا تندرج ضمن تلك الفئة. وقال: "نحن نرى أنفسنا قادرين على مناقشة هذه الأمور ومحاورتها بالكامل بمفردنا في المستقبل، ولا نحتاج إلى مشورة خارجية".

تؤكد الوثيقة السياسية، التي أصدرها البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الخميس، توافق إدارة ترامب الواضح مع الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي تتمحور سياساتها حول مهاجمة تجاوزات الاتحاد الأوروبي المفترضة والهجرة المفرطة من خارج الاتحاد الأوروبي.

وبلغة قد تبدو غير عادية للحلفاء المقربين، تقول الوثيقة إن على الولايات المتحدة أن "تدعم الديمقراطية الحقيقية، وحرية التعبير، والاحتفال الصريح بالشخصية والتاريخ الفردي للأمم الأوروبية"، مضيفة أن واشنطن "تشجع حلفاءها السياسيين في أوروبا على تعزيز هذا الإحياء للروح".

وبما أن أحزاب اليمين المتطرف باتت تشارك في الحكومات، أو تدعم ائتلافات يمينية، أو تتصدر استطلاعات الرأي في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تقول الوثيقة إن "النفوذ المتزايد للأحزاب الأوروبية الوطنية... يبعث على تفاؤل كبير". وقد سعت إدارة ترامب مراراً إلى تعزيز العلاقات مع الأحزاب القومية الأوروبية، بما في ذلك حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف. وفي أيلول / سبتمبر، زارت شخصية بارزة في حزب (AfD) البيت الأبيض لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين.

نظرية الاستبدال والحرب في أوكرانيا

فيما يتعلق بالهجرة، يبدو أن الوثيقة الاستراتيجية تؤيد نظرية مؤامرة "الاستبدال العظيم"، التي تزعم أن السكان البيض الأوروبيين يتم استبدالهم عمداً بأشخاص من أعراق أخرى. وتقول إنه "أكثر من معقول" أن "في غضون بضعة عقود على أبعد تقدير" ستصبح بعض الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو "أغلبية غير أوروبية".

وتزعم أن على أوروبا أن "تظل أوروبية، وتستعيد ثقتها الحضارية بنفسها، وتتخلى عن تركيزها الفاشل على الخنق التنظيمي"، مجادلة بأن افتقار القارة إلى الثقة بالنفس واضح في علاقتها مع روسيا.

وبينما يسعى ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا على نحو من المرجح أن يصب في صالح روسيا لتحقيق مكاسب إقليمية، تتهم الوثيقة الأوروبيين بإظهار الضعف. وتقول إنه على الرغم من وجود "ميزة قوة صلبة كبيرة"، فإن الكثيرين في القارة "يعتبرون روسيا تهديداً وجودياً".

وتجادل الوثيقة بأنها "مصلحة أساسية للولايات المتحدة للتفاوض على وقف سريع للأعمال العدائية في أوكرانيا"، لكن واشنطن "تجد نفسها على خلاف مع المسؤولين الأوروبيين الذين لديهم توقعات غير واقعية للحرب، ويحتلون حكومات أقلية غير مستقرة، وكثير منهم يدوسون على المبادئ الأساسية للديمقراطية لقمع المعارضة". وتزعم أن "غالبية أوروبية كبيرة" تريد السلام في أوكرانيا، لكن هذا "لا يُترجم إلى سياسة، وذلك يرجع إلى حد كبير إلى تخريب تلك الحكومات للعمليات الديمقراطية".

جاء نشر الوثيقة بعد ساعات من تحذير الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لنظيره الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، حسبما أفادت التقارير، من أن الولايات المتحدة قد "تخون أوكرانيا بشأن الأراضي، دون وضوح بشأن الضمانات الأمنية".

يعكس جوهر النص الأمريكي الهجوم الأيديولوجي القاسي الذي شنه "جي. دي. فانس"، نائب الرئيس الأمريكي، على أوروبا في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام، والذي اتهم فيه قادة الاتحاد الأوروبي بقمع حرية التعبير، والفشل في وقف الهجرة غير الشرعية، والهرب من المعتقدات الحقيقية للناخبين.

وتقر الوثيقة بأن أوروبا تظل "حيوية استراتيجياً وثقافياً" للولايات المتحدة، حيث تعد التجارة عبر الأطلسي أحد ركائز الاقتصاد العالمي وازدهار الولايات المتحدة. وتقول أيضاً إن الولايات المتحدة "تحتاج إلى أوروبا قوية لمساعدتنا في المنافسة بنجاح والعمل بالتنسيق معنا لمنع أي خصم من الهيمنة على أوروبا". وتضيف أن واشنطن تريد "العمل مع الدول المتحالفة التي ترغب في استعادة عظمتها السابقة".

نقد من المعارضة الأمريكية

قالت "جين شاهين"، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "هذه الخطة، ونهج الإدارة، مليئة بالتناقضات. الرئيس ترامب محق في مطالبة حلفائنا الأوروبيين بالارتقاء في دفاعهم الذاتي، لكنه يقوض قدرتهم على القيام بذلك من خلال الترويج النشط للأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة والمؤيدة لروسيا".

وأضافت: "من خلال المساواة بين حلفائنا الأوروبيين والقتلة في الكرملين، تفسر هذه الاستراتيجية على الأقل لماذا كان الرئيس ترامب عاجزاً للغاية عن إنهاء الحرب في أوكرانيا. تزعم الاستراتيجية أنها تتبنى نظرة واقعية للعالم، لكنها تتجاهل بشكل أساسي التهديد الذي تشكله روسيا والصين".

(المصدر: الغاردين)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة