• لبنان
  • السبت, كانون الأول 06, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:14:24 ص
inner-page-banner
الأخبار

قاسم في مهرجان "نجيع ومداد": المشاركة بمدني في الميكانيزم سقطة وتنازل لن يُغير من موقف العدو

بوابة صيدا

قال الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال المهرجان الذي أقامه الحزب "تعظيما للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس": "من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف سياسي داخل الوطن، فكيف ننظمه؟ يُفترض أن ننظمه بحسب الدستور ومنظومة القوانين والحقوق والواجبات، وأن نتفاهم على كيفية المواكبة والمتابعة ضمن إطار أن الخلاف الداخلي هو خلاف على تحسين شروط بناء الدولة، لا أن يكون هذا الخلاف مبنيا على أن يكون بعض من في الداخل أدوات لبعض من في الخارج، أو أن يعمل لترويج المشروع الإسرائيلي. من هنا نحن نتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الأرض، وهذا هو ديدننا وعملنا، وصحيفة أعمالنا تُثبت بشكل واضح".

اضاف: "نحن لا ننتظر شهادة من أحد ولا نعمل كي نظهر بل ليرضى عنا الله عز وجل. ولذلك لا ننتظر شهادة من أحد. أيضا نحن لا نعطي شهادة لأحد، لا نقول إن هذا وطني وهذا ليس وطنيا، لا نصنف، فلا يتصدى بعض الناس في لبنان فيبدأون بإعطاء شهادات وطنية، وهم بحاجة لمن يبرئهم من الجرائم التي ارتكبوها، ومن القتل في الشوارع والطرقات وفي الأماكن المختلفة، وخاضوا حروبا أهلية وتاريخهم سيىء. هؤلاء لا يستطيعون إعطاء شهادات، فليصمتوا على الأقل لمصلحتهم، حتى لا يشير أحد إليهم. ولذلك لا نحن نعطي شهادة لأحد، ولا نقبل أن يعطي أحد شهادة لأحد. فليحكم الناس بشكل مباشر، وهي تؤيد أو تعارض بحسب التجربة القائمة. وعلى كل حال الانتخابات النيابية تُبرز الشعبية والاتجاه العام، وهي الحكم على كل الأفكار والتقييمات".

وتابع: "لبنان يواجه عدوانا إسرائيليا توسعيا خطرا يجب مواجهته بكل الوسائل والسبل. بعضهم يقول ان إسرائيل لديها مطالب، هل هم محامو إسرائيل أو ينوبون عنها أو مأجورون لها؟ لماذا يبررون لها؟ يقول نتنياهو "أريد إسرائيل الكبرى". أنت تقول: كلا، هذا كلام ثقافي، كلام عام، هو لا يقصد هذا الموضوع. لذلك أنا أقول: انتبهوا. هذه التصريحات الإسرائيلية ليست معزولة عن كل التاريخ منذ بدء الاحتلال في منطقتنا. إسرائيل توسعية. إذا في وقت من الأوقات رأيتم أنها اقتربت ثم رجعت، فهي لم ترجع إلا لأنها لم تستطع أن تهضم ما تحتل. في العام 1982 وصلت إلى العاصمة، ولم تخرج حتى بعد 18 سنة إلا بفعل ضربات المقاومة. كانت أسست لمستوطنات، وقامت بأمور كثيرة في لبنان. واليوم أنا أقول لكم: هذا العدو توسعي، لم يلتزم بالاتفاق ولبنان التزم، مقاومة لبنان التزمت، ولكن إسرائيل لم تلتزم، والاعتداءات الدائمة ليست من أجل السلاح الذي بيد حزب الله أو المقاومة، بل من أجل التأسيس لاحتلال لبنان بشكل تدريجي، ورسم "إسرائيل الكبرى" من بوابة لبنان".

وأردف: "نحن نتعاون مع الدولة اللبنانية، ونقول بأنها اختارت سلوك الدبلوماسية لإنهاء العدوان وتطبيق الاتفاق، ونحن معها في أن تستمر بهذا الاتجاه. لا علاقة لأمريكا ولا لإسرائيل بكيفية تنظيم شؤوننا الداخلية. ليس شأنهم أن يقولوا: أنتم الدولة اللبنانية قالت حصرية السلاح، ونحن نشرف عليكم لنرى كيف عملتم حصرية السلاح. لا علاقة لكم بما نقرر في لبنان وما نتفق او نختلف عليه، لا علاقة لإسرائيل ولا لأمريكا. علاقتهما أن يتكلموا عن الاتفاق وعن الضوابط التي التزم بها لبنان معهم والتزموا معه. فليذهبوا ويطبقوا ما عليهم، الحدود التي يجب أن نقف عندها في كل علاقاتنا الآن كدولة لبنانية مع العدو الإسرائيلي هي حدود الاتفاق الذي يتحدث حصرا عن جنوب نهر الليطاني. لا شيء اسمه "بعد جنوب نهر الليطاني". كل الأمور الأخرى لها علاقة باللبنانيين في ما بينهم. القرار 1701 له علاقة باللبنانيين في ما بينهم، هم يطبقون ويقومون باللازم، وهم يضعون الخطوات العملية. لا علاقة لإسرائيل وأمريكا بالسلاح، ولا بترميم القدرة، ولا بالاستراتيجية الدفاعية، ولا علاقة لهم بخلافات اللبنانيين واتفاقاتهم وآرائهم. ليجلسوا جانبا، نحن نتفاهم مع بعضنا. أما أن يكونوا متسلطين ويفرضوا شروطهم ويديروا، فهذا أمر مرفوض".

وقال: "اليوم عندما تقول إسرائيل وأمريكا أنهما تريدان نزع سلاح حزب الله، فهل تكتفيان بالكلام عن نزع السلاح؟ تقولان لنا ما المشكلة وتتطالبان بنزع السلاح. نحن على المستوى الوطني نريد نزع السلاح، هل تسمعون ماذا يقولون؟ يريدون نزع السلاح وتجفيف المال، ومنع الخدمات، وإقفال المدارس، وإقفال المستشفيات، ويمارسون منع الإعمار، ومنع التبرعات، ويهدمون البيوت، وكل الأموال والإمكانات. بمعنى آخر يريدون إلغاء وجودنا. هل يريدون إقناعنا بأن القصة فقط قصة نزع السلاح ويُحل الوضع في لبنان؟ لا شيء يحل في لبنان، فضلا عن أن نزع السلاح لا نقبل به حتى نقبل بالأمور الأخرى".

اضاف: "فليكن واضحا أننا سندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا، ومستعدون للتضحية إلى أقصى حد ولن نستسلم، وسيكون بأسنا أشد وأشد، ولن نستسلم. سنكون إلى جانب أهلنا وجرحانا وأسرانا، أسطورة التضحية والنبل والصبر اخرجوا منها، سنحفظ العهد وأمانة الشهداء ولن نتراجع. فليكن واضحا أننا لن نُعير خدام إسرائيل أهمية، ولن نُعير إسرائيل وأمريكا أهمية. نحن سنهتم بمن يريد أن يسمع من مواطنينا ومن القوى السياسية، ويناقش ويتعاون ضمن إطار البلد الواحد في إطار استراتيجية دفاعية نتفق عليها. هذا هو الخيار الوحيد المطروح، وغير ذلك غير ممكن. كذلك من يتراجع عن المشروع الإسرائيلي سنفتح له الباب، وسنتناقش معه أيضا. لن نغلق الأبواب، لكن على قاعدة العزة والكرامة والاستقلال، وبقاء قدرة الدفاع بأيدينا. هذه قدرة دفاعية لا يستطيع أحد في العالم أن يمنعنا منها ومن الوقوف في وجه من يعتدي علينا. هذا أمر محسوم ومنتهٍ لدينا وليجربوا أمورا أخرى، ليذهبوا ويفتشوا عن جماعات منهزمة ليناقشوا معها".

وتابع: "على الحكومة اللبنانية القيام بواجباتها، والواجب الأول حماية السيادة وبناء الدولة والاقتصاد وخدمة الناس. نحن ننتظر من هذه الحكومة أن تُبين لنا بطولاتها وإنجازاتها بإيقاف العدوان والتحرير. أعطونا تقريرا منذ أن تسلمتم الحكومة إلى الآن: ماذا فعلتم على مستوى مواجهة العدوان وتحرير الأسرى والإعمار وعلى مستوى خدمات الناس؟ أين تقدمتم في اقتصاد البلد؟ إذهبوا واعملوا على هذه الامور ولا تدلوا بتصريحات للأجانب تحت عنوان حتى يرضوا عنكم، أو أنكم قادرون على الانجاز. أنا أقول لكم: لا تعرضوا هذه أكتافكم كثيرا لأنها تكون عريضة ومهمة ومؤثرة عندما نكون نحن وإياكم وكل القوى الوطنية متفاهمين في مواجهة المحتل. ليس لدى الحكومة ما تتبرع به. لماذا تعملون بهذه الطريقة؟ دعونا نعمل ليكون اللبنانيون يدا واحدة على أعدائهم".

وقال قاسم: "أما موضوع المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار، فهذا الإجراء مخالف بوضوح لكل التصريحات والمواقف الرسمية التي صدرت والتي كانت تقول إن إشراك أي مدني في الميكانيزم شرطه وقف الأعمال العدائية من جانب العدو. فهل توقفت الأعمال العدائية؟ هل أخذتم بهذا الشرط؟ هل قدمتم تنازلا مجانيا؟ هذا التنازل لن يُغير من موقف العدو ولا من عدوانه ولا من احتلاله. وها أنتم: ذهب المندوب المدني واجتمع، واشتد الضغط العسكري والعدوان، واستمر العدوان على حاله. إسرائيل وأمريكا تريدانكم تحت النار، وكل خطوة تقدمونها لن تكون إلا جزءا لا يتجزأ من مطالب إسرائيل، وليس للبنان أي مطلب. هل هذا ما تريدونه؟ نحن نعتبر أن هذا الإجراء هو سقطة تضاف إلى خطيئة قرار الخامس من آب. حمى الله لبنان مما هو أعظم".

أضاف: "أعيدوا النظر، فبدل أن تقوموا بخطوات إلى الأمام تعطيكم قوة وتحقق إنجازات تقدمون تنازلات لن تنفع مع إسرائيل. على كل حال، الفرصة ما زالت سانحة وتستطيعون أن تقفوا على قاعدة فلتوقف إسرائيل إطلاق النار، تستطيعون أن تقوموا بخطوات إعادة الإعمار، ضعوها بوجه إسرائيل، تستطيعون إجراء تفاهم داخلي على قاعدة ألا نسمح بعد بأي تنازل إلا أن تطبق إسرائيل الاتفاق الذي عليها. إننا كحزب الله قمنا بما علينا، مكّنا الدولة من فرض سيادتها في إطار الاتفاق، وتأكدوا بأنهم لا يستطيعون شيئا عندما نتوحد. أمامنا سنة كاملة من الصمود بعد الاتفاق مع كل هذا العدوان. هذا دليل على أننا إذا وقفنا نستطيع أن نقف وأن نستمر. خذوا علما وأنتم تعرفون ذلك. لبنان كالسفينة، التماهي مع إسرائيل يعني ثقب السفينة، عندها يغرق الجميع".

وختم: "أتمنى أن ندرس خطواتنا جيدا ونعتمد على أن لدينا مشكلة واحدة في لبنان هي العدوان الإسرائيلي، وعلينا أن نواجه هذا العدوان أولا موحدين، وبعد ذلك كل الأمور لها طرقها وحلولها".

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة