• لبنان
  • الجمعة, أيلول 26, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:52:00 ص
inner-page-banner
مقالات

قراءة في تداعيات استراتيجية الحكومة الاسرائيلية..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات: حسان القطب ـ بوابة صيدا

حرب طوفان الاقصى، اكدت على قدرة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والتحديات الصهيونية، سواء في قطاع غزة، او الضفة الغربية، وعلى كامل التراب الفلسطيني والارض المحتلة، كما في مختلف دول الشتات..

لذا ومع اقتراب الذكرى الثانية لانطلاق حرب طوفان الاقصى، لا بد لنا من الوقوف مع ما وصلت اليه هذه الحرب الصهيونية المعلنة على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وكذلك قراءة التوجهات الاستراتيجية الاسرائيلية كما تداعياتها على اسرائيل اولا، كما على دول المنطقة ثانياً..

- ان استراتيجية حكومة التطرف الصهيونية التي يقودها نتنياهو، تقوم على اساس ان السلام في المنطقة يتم فرضه بالقوة وليس بالتفاوض، مع دول الجوار.. وهذا ما اكده نتنياهو في تصريحاته العلنية.. واشار الى ان انتصار كيانه على الجميع قد اصبح وشيكاً..

- إن هذه الاستراتيجية، العدائية والعدوانية، ليست مستحدثة او مستجدة، بل هي من صلب العقيدة والثوابت اليهودية التي برزت منها الحركة الصهيونية.. والتطرف الذي تبديه هذه الحكومة في مواقفها او سياساتها، هو امر طبيعي ولا يمكن التفكير او حتى الظن، بان هذا النهج لا يتغير او يتم تعديله الا تحت الظروف التي يراها قادة الكيان بأنها ضرورية لحماية استمرار الكيان.. او ما قد يطلق عليه بأنها خطوات ومواقف تكتيكية تخدم الاستراتيجية البعيدة المدى..

- إن العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والحديث المتواصل عن الرغبة او السعي في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية، والقول بقرب صدور قرار بضم الضفة الغربية لدولة الكيان الغاصب باعتبارها جزء من اسرائيل الكبرى، لاستقبال المزيد من المستوطينين والمحتلين ولمنع قيام الدولة الفلسطينية على جزء من ارض فلسطين، يؤكد عدم رغبة قادة الكيان في التوصل الى حل سلمي في منطقة الشرق الاوسط.. وعلى رفض منطق الارض مقابل السلام..!!

- إن العدوان على دولة قطر، واستهداف قادة حركة حماس على اراضي قطر، انما يشير الى الرغبة الاسرائيلية في عدم التوصل الى حلٍ سياسي للافراج عن الاسرى ووقف اطلاق النار والجلوس الى طاولة المفاوضات..

- إن الاستهداف المتواصل للدولة السورية وادارتها الجديدة وعدم الالتزام الصهيوني بمضمون وبنود القرار الاممي 338، ومضمون اتفاق التهدئة الذي تم الاتفاق عليه مع نظام الاسد البائد عام 1974، يؤكد مضمون ومفهوم الاستراتيجية الاسرائيلية التي تقوم على فرض السلام تحت النار وليس بناءً على الالتزام بمضمون الاتفاقات الثنائية التي ترعاها الامم المتحدة او الولايات المتحدة الاميركية..

- إن الاستهداف المتواصل للدول المجاورة لهذا الكيان بالقصف والقتل والتهجير والعدوان من لبنان الى سوريا واليمن وقطر وتهديد دول اخرى كدولة مصر او الدولة التركية، قد اطاح بفكرة الحل السلمي في المنطقة الذي يقوم على تسوية تضمن امن دول المنطقة برعاية اميركية واممية..

- إن سياسة الاعتداء والممارسات العدوانية الفوقية، وسياسة القتل المفتوحة في فلسطين المحتلة كما في دول الجوار، قد اجهزت على تطوير مشروع التطبيع الذي رسمته وادارته الولايات المتحدة الاميركية طوال عقود منذ اتفاق كامب دايفيد عام 1978، وصولا الى اتفاقات التطبيع مع عدد من الدول العربية والاسلامية الاخرى..

- إن اصرار اسرائيل، على رفض الحل واعتبار ان سياسة القوة وفرض منطق الهيمنة والاستعلاء على دول وشعوب المنطقة قد اربك كل من كان يروج لسياسة التطبيع والتوصل الى حلٍ ينزع فتيل التفجير ويشكل مقدمة لسلام دائم ومستمر يقوم على حل الدولتين لوقف النزيف وضمان السلم والاستقرار..

- إن اندفاعة دول العالم التي تجاوز عددها 160 دولة للاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين، قد شكل مقدمة موضوعية لاعتراف دول العالم بحق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وحرية في دولته المستقلة بعيداً عن الاحتلال والعدوان

- إن هذا الاعتراف غير المسبوق بدولة فلسطين، كان نتيجة سياسة العدوان الصهيونية، واستراتيجية العدوان التي انتهجتها حكومة نتنياهو، ونتيجة طبيعية وحتمية لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته غير المسبوقة، وتحمله لمجازر حكومة نتنياهو، وممارساتها في التهجير والقتل والحصار والتجويع، امام مراى العالم بأسره..

- لقد انكشف للعالم بأسره، بأن الحديث عن ان الشعب اليهودي كان ضحية ظلم تاريخي من قبل شعوب اوروبا، وان هذه الدول مسؤولة عن تعويض اليهود بدعم دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة، لم تعد منطقية، امام حجم العدوان والظلم وسياسة القتل والابادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ودول المنطقة.. مما اعطى حكومات اوروبا ودول العالم بأسره فرصة تاريخية ومناسبة للتخلص من هذه العقدة، وللتعبير بحرية عن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته.

- إن تهديدات نتنياهو بأنه سوف يتخذ اجراءات عقابية بحق الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته، تدل على ان منطق الاستعلاء والثوابت الدينية التي تقوم على ان اليهود هم شعب الله المختار لا زالت تحكم عقلية وذهنية قادة هذا الكيان.. لذا من المتوقع ان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والصفة الغربية وداخل الاراضي المحتلة سوف يتعرض لمزيد من القمع والعدوان لان هذا اقصى ما يمكن لاسرائيل ان تقوم به رداً على قرار الاعتراف بدولة فلسطين.. والتاريخ سوف يستمر في انصاف القضايا المحقة ويكشف زيف المزورين والمجرمين

- إن قرار ضم الضفة الغربية او اي ارضٍ اخرى من اراض فلسطين او الدول المجاورة لن تؤسس او ترسي استقراراً دائما في المنطقة، واعتماد اسرائيل على موقف الولايات المتحدة الاميركية المؤيد لكل اجرام اسرائيل لن يؤمن لها السلام والامن.. بل سوف يحث شعوب المنطقة على الاستعداد لمواجهة العدوان في اول فرصة ممكنة..

الخلاصة

إن اسرائيل تتعامل مع العالم العربي والاسلامي، على انه امة واحدة ولهذا فهي تقصف وتدمر وتقتل في مختلف الدول واخر عدوانٍ لها كان على دولة قطر، وسبق لها استهداف ايران، التي لا تربطها بهما حدود مشتركة، وتهدد بشكلٍ غير مباشر دولة تركيا كما دولة مصر ايضاً رغم عدم انخراطهما في الحرب باي شكلٍ من الاشكال، إن هذا الموقف الاسرائيلي الذي يشكل جزءاً اساسياً من استراتيجيتها يؤكد للعالمين العربي والاسلامي ضرورة التكاتف والتضامن لمواجهة العدوان الصهيوني، ولوضع استراتيجية مواجهة جديدة تتجاوز النمط السابق، والتصرف كفريق واحد في اية مفاوضات مقبلة، وعلى الولايات المتحدة ان تدرك ان سياساتها العدوانية بحق دول المنطقة من خلال اطلاق يد اسرائيل في العدوان والقتل لن يخدم مصالحها كما دورها السياسي في منطقة الشرق الاوسط على المدى الطويل وعليها ان تختار بين الالتزام بالمباديء التي تطلقها حول حقوق الانسان وثوابت اسس العدالة الدولية والقوانين الدولية او ان تصبح في حالة عداء مع شعوب المنطقة التي لا ترى في الولايات المتحدة الا راعية للارهاب والقتل والتهجير الذي يمارسه صهاينة الكيان الغاصب..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة