• لبنان
  • الخميس, أيلول 25, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:34:34 ص
inner-page-banner
مقالات

الانتخابات النيابية تقترب... السنّة في دائرة القلق

محمود ضحى ـ نداء الوطن

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في أيار 2026، تبدو الساحة السنية أمام مشهد ضبابي، وسط غياب الرؤية الواضحة، واستمرار تجميد قرار تيار "المستقبل"، بانتظار ما سيؤول إليه موقف الرئيس سعد الحريري.

فعلى الرغم من التصريحات المتفائلة التي أطلقتها النائبة السابقة بهية الحريري قبيل الانتخابات البلدية الأخيرة، والتي أكدت فيها مشاركة التيار الأزرق في الاستحقاق النيابي المقبل، إلا أن الواقع الراهن لا يعكس مثل هذا الحسم، بل يوحي بمزيد من التريث والترقب.

ساحة سنية تترقب

في شوارع بيروت، كما في البترون والكورة وطرابلس وعكار وإقليم الخروب وصيدا، مرورًا بقرى العرقوب وشبعا حيث تتوزع أصوات الطائفة، تتردد أصداء الحيرة في الأوساط السنية. الناخبون كما النواب الحاليون والسابقون يترقبون قرار "المستقبل"، الذي تشير المعطيات إلى أنه قد يكتفي بتقديم غطاء غير مباشر لبعض اللوائح، من دون خوض المعركة بشكل علني ورسمي.

حماسة داخل "المستقبل"

داخل التيار الأزرق، يبرز انقسام واضح حيال هذا النهج. ففريق لا يزال يدفع نحو ضرورة خوض الانتخابات، ولو بترشيحات غير رسمية، عبر تبنٍ ضمني للوائح مدعومة من شخصيات محسوبة على الرئيس سعد الحريري، بما يضمن عودة الكتلة النيابية السنية الموحّدة إلى المشهد السياسي، ويمنع تشتتها في كتل متفرقة تفقد معها الطائفة قدرتها التمثيلية والتأثيرية، سواء في التعيينات أو التبدلات التي يعيشها لبنان سياسيًا. هذا الفريق يربط مشاركته بالحاجة إلى حماية "القرار السني" واستعادته من التآكل، في ظل ما يصفه بـ"تهميش متزايد" تعانيه الطائفة.

بيروت: نقمة على الإقصاء

الاعتراضات الأبرز تتجلّى في بيروت، المدينة التي ينحدر منها رئيس الحكومة الحالي نواف سلام، حيث لا يزال كثير من أبنائها يعبرون عن استيائهم من التعيينات الوزارية والإدارية والأمنية التي أجراها سلام، والتي يرون أنها أقصت المكوّن السني البيروتي لصالح شخصيات من خارج العاصمة، لا سيما من شحيم، ما دفع البعض إلى إطلاق نكتة رائجة خلال الانتخابات البلدية تقول: "معقول يطلع رئيس بلدية بيروت من شحيم؟".

مخاوف من الانسحاب النهائي

في المقابل، يرفض تيار داخل "المستقبل" فكرة تعليق المشاركة وترك الخيار للناخبين من دون توجيه، معتبرًا أن العزوف عن خوض الاستحقاق النيابي للمرة الثانية على التوالي يعني عمليًا "تصفية التيار" وخروجه نهائيًا من الحياة السياسية اللبنانية.

هذا التخوف يجد صداه لدى شخصيات سنية ترى في الاستحقاق النيابي المقبل معركة وجودية، وتستعد لها بحماسة، مستندة إلى حضورها المحلي وشعبيتها وقدرتها على التمويل الذاتي. في حين يتوجس نواب حاليون، بعضهم غير محسوب مباشرة على "المستقبل"، من فقدان مقاعدهم إذا استمر غياب الصوت السني المرجّح، كما أظهرت نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة.

غياب السنة وتأثيراته

القلق يتفاقم في العاصمة، خاصة بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات البلدية، حيث ساهم الصوتان الشيعي والمسيحي بشكل أساسي في فوز لائحة إبراهيم زيدان، الذي أصبح رئيسًا لبلدية بيروت. وقد لعب الناخبون الشيعة دور الرافعة، من خلال أكثر من 20 ألف صوت من أصل 46 ألفًا حصدتها اللائحة، بينما اقتصر التمثيل السني الاعتراضي على المرشح محمود الجمل.

غياب سني في حال حصوله في الانتخابات النيابية المقبلة فإنه سيؤسس لخارطة سياسية جديدة في البلاد، تُفقد حضور السنة في الحياة السياسية القائمة على محاصصة "الطائف" وبالتالي سيجد أبناء الطائفة السنية أنفسهم خارج المعادلة.

قلق عند الحلفاء

القلق من العزوف السني لا يقتصر على الطائفة ذاتها، بل ينسحب على حلفاء "المستقبل" التقليديين، الذين بنوا جزءًا كبيرًا من ثقلهم النيابي على دعم الشارع السني. وغياب هذا الشارع قد يهدد نفوذهم ومقاعدهم.

من البديل؟

وسط غياب قرار "تيار المستقبل"، وغياب الحماسة في شوراع بيروت كما كافة المناطق التي يرجح الصوت السني فيها كفة الانتخابات، يدور التساؤل التالي: هل سيغيب "تيار المستقبل" عن الاستحقاق النيابي؟ ومن البديل؟

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة