دانا لوزون - يديعوت:
667 يومًا على الحرب، ولا يزال 50 أسيرًا في غزة - أمس، شاهدنا بصدمة صور الأسيرين أفيتار وروم، صور لا تترك كلمات، فقط علامات استفهام.
كيف لا يزالون هناك؟ كيف حدث هذا؟ إجابتي هي: "ببطء و بأمان" - "ببطء وبأمان" كانت الخطة – ببطء، لكي لا تنتهي الحرب بسرعة؛ وبأمان، أي تحت السيطرة، فليس هناك أي شيء عشوائي هنا.
بدأ الأمر بوضع هدفين متعارضين، دون اختيار إعادة الأسرى كهدف أعلى - توقفوا واقرؤوا هذه الجملة مرة أخرى: الأسرى لم يُعرضوا أبدًا، ولو لدقيقة واحدة، كهدف أول.
ومن هنا، استمر الأمر بمحاولة إسكات أي انتقاد أو احتجاج ضد الحكومة بخصوص قضية الأسرى، بزعم أن هذه الاحتجاجات فقط تقوي حماس، وبالمقابل، عبر إنشاء منتدى معارض لعائلات الأسرى لتثبيت رأي معارض لإعادتهم، تحت السردية المشروطة بأن إعادتهم وحدها هي ما سيضر بأمن الدولة ويهدد الجميع مرة أخرى.
هذا السرد أصبح أرضًا خصبة، ومهّد لغرس مشاعر سلبية في أوساط الجمهور، وغضب ضد عائلات الأسرى، الذين – بمطالبتهم بإعادة أحبائهم – يُتهمون بأنهم يمسون بأمن المجتمع ذاته.
هذه العلاقة الزائفة – كأن لا توجد لدينا دولة وجيش هما جوهر هذا الأمن – حولت الأسرى إلى عدو الأمن. ومن هنا، بات الطريق ممهدًا.
تحول الأسرى من هدف إلى وسيلة – وسيلة لتحقيق وعود مسيحانية وأحلام جهات متطرفة في الحكومة باحتلال غزة، وبذلك الحفاظ على بقاء الحكومة - إعادتهم لم تكن لتسمح بتسوية غزة ومحاولة احتلال المزيد من الأراضي.
الضغط العسكري أصبح الهدف: وهكذا، تحول الضغط العسكري إلى الهدف الأعلى، وليس إعادة الأسرى. وهكذا، أصبح وقف المساعدات الإنسانية فكرة لا يمكن فهم كيف تم تمريرها أصلًا – إذ إنها فكرة غبية وخطيرة للغاية.
انتقلنا من عملية إلى أخرى، وتم تغيير الأسماء لكي نشعر أن هناك تقدمًا - وهكذا قيل لنا: "بعد قليل، نحن على بعد خطوة"، وربما في الواقع: "على بعد جريمة" – حتى كشفت الواقع زيف هذه الرواية.
الضغط العسكري يقتل الأسرى: ومع ذلك، كان من يواصل هندسة الخطة، دعاية واضحة على حساب أرواح البشر – "البروباغندا"، هندسة الوعي.
لماذا التدرج في الصفقات؟ لماذا لا نعيدهم جميعًا دفعة واحدة؟ لا تطرحوا أسئلة مؤلمة عندما تعرفون الأجوبة.
تريدون سؤالًا آخر؟ لماذا لم يظهر رئيس الحكومة في فيديو موجه للعالم، بلغته الإنجليزية الممتازة، منذ البداية؟ لماذا لم يدعُ العالم حين كان لا يزال في صفنا، من أجل المطالبة بإعادة الأسرى؟ لماذا لم يستغل قوته ومعرفته في التسويق لإعادتهم جميعًا؟ الجواب هو: لقد استغل كل ذلك – فقط في الاتجاه المعاكس تمامًا.
حملة الكراهية ضد العائلات استمرت، وحرصوا في كل أسبوع على خلق دراما سياسية جديدة، قصة درامية جديدة، لإغراق المنظومة الإعلامية والسياسية بسيل من السبينات، من الصباح حتى المساء، لإطعامها، لإطعام "كلب الحراسة" للديمقراطية، لكي يشعر بالشبع ولا ينشغل فقط بالأسرى.
فأنتم تسألون أنفسكم: كيف حدث هذا؟ اسمه: الجهل المصطنع (אגנוטולוגיה) – خلق جهل متعمّد لدى الجمهور ونشر معلومات مضللة للحفاظ على مصالح سياسية.
الخطة الكبرى كانت "ببطء وبأمان": خطة الحرب.
كل الاحترام، لقد نجحتم في هدفكم الحقيقي، يا حكومتنا العزيزة - أكثر من 666 يومًا والأسرى ليسوا هنا، والحرب لم تنتهِ.
حتى هذا الصباح، بعد صور "آدم"، أخونا، أحدنا، يحفر قبره بيديه، وهو جلد على عظم، لم يتغير شيء.
(المصدر: ترجمات عبرية)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..