د. عبد الكريم بكار
لماذا نندم بعد كل قرار؟
كم مرة اتخذنا قراراً بعد تفكير طويل، ثم بعد أيام… بدأنا نجلد أنفسنا؟
"ليتني لم أُقدم."
"ليتني اخترت الخيار الثاني."
"لماذا كنتُ متسرعاً؟"
وها هو الندم يتسلل بهدوء، ويأكل من راحتنا.
لكن لحظة…
هل المشكلة في القرار؟
أم في الطريقة التي ننظر بها إلى قراراتنا؟
الحقيقة أن كثيراً من الناس لا يُخطئون في قراراتهم، بل يخطئون في توقعاتهم عمّا كان سيحدث لو اختاروا غيرها.
وهنا مكمن الخلل.
نحن نتصوّر دائماً أن الطريق الآخر كان سيكون أفضل.
نُجمّل الخيارات التي لم نخترها، ونتغافل عن صعوباتها،
فنخلق لأنفسنا "وهم البديل المثالي".
وما هذا إلا ظلم للنفس، لأن الواقع لا يسير على الإطلاقيات.
ثم إننا ننسى سنة كونية مهمة:
"النتائج لا تظهر كلها فوراً، والقرارات لا تُثمر في لحظتها."
فكل قرار يحتاج وقتاً، وصبراً، وقدرة على التكيّف.
لكننا نريد نتائج فورية، كأننا نطلب الشفاء لحظة تناول الدواء.
إضافةً إلى ذلك، نحن نربط قيمة أنفسنا بنتائج قراراتنا.
فإن أحسنا الاختيار، شعرنا بالفخر.
وإن أخطأنا، بدأنا جلد الذات…
وهذا مؤشر على خلل أعمق: ربط القيم الشخصية بالنجاح الخارجي.
فما الحل؟
الحل أن نفهم أن كل قرار هو أداة للتعلم، وليس اختباراً للذكاء.
وأن نُدرك أن النجاح لا يأتي من "عدم الخطأ"، بل من "الاستفادة من الخطأ".
وأن نؤمن بأن التوفيق من الله،
وأن القرارات التي اتخذناها بنيّة صالحة، وبمعلومات كافية، تستحق أن نرضى عنها…
حتى لو لم تثمر بعد.
القرار الصحيح ليس هو القرار الذي ينجح دائماً،
بل هو القرار الذي لم يُتخذ بغفلة، ولا على هوى.
ـــــــــــــ
إقرأ أيضاً
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..