• لبنان
  • الاثنين, كانون الأول 02, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:49:25 م
inner-page-banner
مقالات

هذا ما يؤخر التطبيع بين السعودية وإسرائيل

“صحيح كلنا في حالة توقف هذه الأيام، مع نظرة إلى حدود إسرائيل – لبنان وتخوف نشوب حرب هناك، مع انعدام يقين بالإدارة الأمريكية والانتخابات الرئاسية ومع أزمة سياسية في إسرائيل، لكن الواضح للجميع أن دول الخليج المتصدرة ستكون في النهاية جزءاً من الحل في مسألة غزة، في إطار تسوية إقليمية تتضمن توسيعاً للتطبيع مع إسرائيل”.

هكذا قال لي موظف كبير من إحدى دول الخليج في حديث هذا الأسبوع. “من تقصد بجميعنا؟” سألت. “زعماء الدول المعتدلة في الخليج ومصر والأردن أيضاً وكذا القيادة الإسرائيلية، وهذه لا تتضمن نتنياهو وحده”.

طلبت منه شرحاً، أجاب: “نتنياهو كسياسي، يعرف بأن هذا هو الحل، وكذا الطريق الوحيد لاستخراج شيء ما إيجابي لإسرائيل من هذه الحرب الرهيبة. لكنه لا ينجح وربما لا يريد التقدم بسبب الظروف السياسية عندكم. الفهم عندنا هو أن هذا سيحصل في النهاية بالتعاون مع زعماء آخرين هم معنا على اتصال دائم”.

يريدون الولايات المتحدة ويعتمدون على إسرائيل

 الاسم السري “الخليجيات” يتعلق بالإمارات والبحرين الموقعتين مع إسرائيل على اتفاقات إبراهيم، لكن أولاً وقبل كل شيء يتناول السعودية، زعيمة العالم السُني المعتدل والتي كانت على شفا التوقيع على اتفاق مع إسرائيل أكثر من مرة.

حسب أحد المفاهيم السياسية الشائعة، فإن حرب 7 أكتوبر كانت تستهدف ضمن أمور أخرى منع هذا الاتفاق، الاتفاق الذي يمنح السعوديين حلف الدفاع الإقليمي وبالأساس مع الأمريكيين، ومع من يعتمدون عليها أكثر بكثير – دولة إسرائيل.

التهديد الإيراني المتسع مع ركض نحو القنبلة، وأساساً الحوثيين الذين يلزمون السعوديين بإيجاد مساند وتحالفات في ساحتهم الخلفية، يتوجهون على عادتهم إلى كل الاتجاهات.

هكذا، مثلاً، طلب السعوديون مساعدة الصين في إزالة التهديد الحوثي على السفن وناقلات النفط التي تخرج من موانئهم؛ وهكذا بخطوة غير مباشرة ورمزية، لم يمنعوا إخراج منظمة الإرهاب “حزب الله” من قائمة المنظمات المقاطعة في الجامعة العربية.

الآن حلف، والتطبيع ينتظر

ولا يزال هدف ولي العهد بن سلمان، الاستراتيجي هو إقامة حلف الدفاع إياه ضد إيران ووكلائها، الحلف الذي يتحقق الآن بقدر جزئي.

لقد رأى السعوديون المساعدات الدولية التي تلقتها إسرائيل عند الهجمة الإيرانية عليها في نيسان، وهم أيضاً يريدون مثل هذا رسمياً. لهذا الغرض، هم مستعدون للمشاركة بإعمار قطاع غزة بعد الاتفاق، لكن بغياب أي محافل من حماس. وحسب بعض من المنشورات، سيكونون مستعدين للمشاركة مع الإمارات، في قوة حفظ نظام وأمن في القطاع.

ما الذي يؤخر تقدم التطبيع مع السعودية؟

أولاً، لن يأتي هذا قبل انتهاء الحرب في غزة. إن شئتم، هاكم سبباً آخر لضغط الأمريكيين على إسرائيل لوقف الحرب: عرض إنجاز سياسي قبل الانتخابات.

أما التأخير الثاني نحو التطبيع فهو نابع من الخلاف على المسألة الفلسطينية. السعوديون أكثر مرونة بكثير من الأمريكيين، ومستعدون لصيغة عامة تتعهد فيها دولة إسرائيل بالدفع قدما بحل النزاع مع القيادة الفلسطينية. أما الأمريكيون فيطالبون بذكر صريح لبدء مسيرة في الطريق إلى دولة فلسطينية.

وحسب مصادر سياسية، نتنياهو غير مستعد الآن لأي تعهد في المسألة الفلسطينية، رغم أن قائدي المعسكر الرسمي، غانتس وآيزنكوت ضغطا جداً للسير إلى هناك عندما كانا في الحكومة.

وثمة مشكلة أخرى، وهي مطالبة السعودية بالموافقة على إقامة مفاعل نووي مدني. فقد وجد هذا معارضة واسعة لدى جهاز الأمن، وليس مؤكداً أن تكون لدى مكتب رئيس الوزراء أيضاً.

ماذا الآن؟ يخيل أنه بسبب استمرار الحرب وتهديدات توسع الأحداث في الشمال إلى حرب مع “حزب الله” وانتخابات الولايات المتحدة، سيبقى التطبيع مع السعودية في الخلفية، وسيتأجل حتى 2025، لكن ربما قبل ذلك سيكون دوره بمشاركة منها في الحل المدني للقطاع.

(داني زكين ـ إسرائيل اليوم / القدس العربي)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة