بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
أذاقت المقاومة الفلسطينية حكومة نتنياهو طعم الذل والهوان بقتل المزيد من جنوده وضباطه والتسبب في إعاقة أكثر من ٧٠ ألف بحسب القناة "السابعة الإسرائيلية" الناطقة باسم المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة سواء على مستوى الإعاقة الجسدية أو النفسية، من خلال العمل ضمن أقصى الظروف وأقساها، وفي أقصى حالات الاستعداد والتعبئة لدى العدو، واستخدام أنماط جديدة وأساليب التكتيك المناسبة للمكان والزمان.
فكانت نتيجة ذلك عجز جيش الاحتلال عن تفكيك الخلايا المنفذة بالرغم من الأساليب التي اتبعتها من تدمير لبعض الأنفاق وإغراق بعضها الآخر بالغازات السامة.
غير أن الذل الأكثر مرارة الذي أذاقته المقاومة لحكومة بنيامين نتنياهو يكمن في تفاقم الانقسامات السياسية الداخلية التي تشهدها حكومته وخاصة الموضوع الأطول والأكثر جدلا في سياسة دولة الاحتلال منذ قيامها. وهو موضوع "الحريديم" وإلزامهم للخدمة بين صفوف الجيش. غير أنهم هددوا بمغادرة البلاد إن هم أجبروا على الخدمة. ولا زال الجدل قائما إلى اليوم وقد قاربت الحرب على شهرها العاشر.
كما جرى الجدل مؤخرا حول مشروع تم طرحه من قبل نتنياهو ينظم تعيين حاخامات من "الحريديم" في السلطات المحلية.
فحسب مقال نشر في "تايمز أوف إسرائيل" بتاريخ ١٩/حزيران ٢٠٢٤ أن التوترات والفوضى تفاقمت في الائتلاف الحاكم بعد أن اتهم حزب "الليكود" زعيم حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير بتسريب أسرار دولة.
وبحسب المقال جاء الاتهام بعد نشر تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء نتنياهو عرض على بن غفير إحاطات أمنية حساسة مقابل دعمه "لمشروع قانون رئيسي". المتعلق بتعيين الحاخامات، غير أن المشروع سقط.
وهنا هدد الحريديم بالانسحاب من الائتلاف بعد سحب نتنياهو هذا المشروع من جدول أعمال الهيئة العامة للكنيست بسبب منتقدي ومعارضي هذا المشروع لأنه ينص على "تعيين حاخامات في الأحياء ،ما سيؤدي إلى توسيع الحاخامية الكبرى ووزارة الخدمات الدينية بشكل كبير في تعيين حاخامات البلديات والمجالس المحلية".
وبحسب الصحيفة يقول منتقدو المشروع أنه سيفيد حزب "شاس" الذي هدد بإسقاط الحكومة إذا لم يتم تمرير المشروع. ما سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو. وذلك لأنه لن يكون هناك ائتلاف بدون الأحزاب الحريدية. لذلك فإنه من المرجح أن يتم إعادة المشروع إلى جدول الأعمال وسط المنتقدين والمعارضين لحكومة الليكود.
وهذا انقسام من انقسامات كثيرة استغلت نتيجة الحرب التي لم تحقق أهدافها كذريعة للحصول على مكاسب سياسية في الدولة المهزومة.
انقسامات من شأنها أن تقود الدولة إلى الغرق أكثر في بحر الانقسامات.
فبئست دولة تأكل أبنائها ونفسها. وصدق من قال عنها
"أوهن من بيت عنكبوت"
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..