• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 12, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:17:06 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ مجزرة رفح، ليست الأولى.

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا 

انتشرت مساء يوم أمس الموافق ٢٦/مايو ٢٠٢٤ رائحة الموت في مخيم النازحين الواقع قرب مخازن وكالة الغوث "أونروا" شمال غرب رفح.

حيث كان جيش الاحتلال قد دفع السكان إليه حين اجتاح مدينة رفح مدعيا ملاحقته لبقايا المقاومة الفلسطينية للقضاء عليها وأن هذه المنطقة من ضمن المناطق الآمنة التي لن تكون تحت مرمى أسلحته.

غير أن هذا الجيش الذي يقوده الحقد التلمودي لنتنياهو أبى إلا أن ينفذ حكم الإعدام حرقا بسكان الخيم وذلك من باب أن الإعدام حرقا من أشد العقوبات قساوة في حق البشرية، لأن الجلد أكثر الأعضاء احتواء لمستقبلات الإحساس بالألم في جسد الإنسان.

ونتنياهو الذي يعشق التفنن بإيلام الشعب الفلسطيني وتحديدا غزة التي آلمته بمقاومتها وثبات شعبها أراد لها اليوم موتا مختلفا يعبق به رائحة الشواط.

فهو يعلم الأثر الذي ستتركه الصواريخ التي وجهها جيشه لضرب خيم النازحين في وقت خلد الأطفال الذين أنهكتهم حرارة الشمس والجوع طوال يوم متعب إلى النوم يتلفعون خوفهم في هذا الوقت ويتخذون الخيمة غطاء لأجسادهم الهزيلة.

هذا الغطاء البلاستيكي هو في الأصل مادة نفطية سريعة الاشتعال لا يؤتمن جانبها وخصوصا في وقت الحرب، وأي حرب؟

إنها حرب نتنياهو الذي يحركه شيطانه ليرتكب المزيد من القتل والتفنن به.

نتنياهو الذي يرتكب جرائم أبعد ما تكون عن البطولة التي يدعيها منذ بداية الحرب يدرك ما يفعل ويدرك ما يريد.

دخل غزة بهدف واضح صرح به قبل عملية الطوفان وهو التوسع والتخلص من الشعب الفلسطيني. هو يسعى إلى تنفيذ إبادة جماعية في حق القطاع والتخلص من سكانه الشرعيين وبناء المستوطنات وتطهيره إلا من العرق اليهودي. ليتفرغ بعد ذلك للضفة الغربية وفلسطينيي الداخل ثم يتوسع بأرضه لتشمل ما تسمى "بأرض إسرائيل" حلم الصهيونية. وإن لم تستيقظ الأمة سيكون ما يريد ويخطط له.

هدفه واضح وضوح الشمس وأدواته أيضا واضحة وهي المجازر.. وتاريخ هذا العدو حافل بالمجازر وعمليات الإبادة الجماعية منذ ٤٨ وإلى يومنا هذا.

فأين هم أهل دير ياسين وقبية والدوايمة والطنطورة والكثير من المدن والقرى؟

بل أين هي الأسماء العربية؟ لقد طمس العدو ما استطاع طمسه وبقيت الإشارات القريبة التي تخبر أن قرية كانت هنا وستنتفض يوما من جديد نراه قريبا.

إقرأ لنفس الكاتبة:

الحرب على غزة ـ غطرسة وتصورات نمطية

الحرب على غزة ـ من عصابات إرهابية إلى أحزاب منشقة

الحرب على غزة ـ لمن أشكو همي والقاضي غريمي

والهجوم لم يأت في هذا التوقيت عن عبث. فقبل يومين صدر قرار محكمة اللاعدل الدولية الذي أمر دولة الاحتلال بوقف عملياتها العسكرية في رفح بهدف حماية المدنيين ومنع حدوث إبادة جماعية. فجاء الهجوم الذي تسبب في مجزرة مروعة بحق المدنيين ليكذب محاكم اللاعدل والمحاكم الجنائية وأن قراراتها الفخرية تحت أقدام نتنياهو وأنها غير قابلة ولا صالحة للتنفيذ. والدليل أن جيش الاحتلال أقر أنه نفذ عملية القصف في رفح علانية بعد ارتكاب المجزرة.

وأستغرب ممن يتهم كتائب القسام بأنها المتسبب الأول للمجزرة بسبب العملية المركبة التي نفذتها قبل يومين في مخيم جباليا شرق غزة فأسرت وقتلت من جنود العدو. حيث أعلن عنها الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، أبو عبيدة  في وقت متأخر من ليلة السادس والعشرين.

وهنا لا يسعني إلا أن أوجه لهم سؤالا منطقيا.

من الذي عرقل ويعرقل المفاوضات التي كان من ضمنها شرط وقف إطلاق النار بشكل دائم من قبل حركة حماس مقابل تسليم أسرى العدو؟

من الذي ضحى بالأسرى ولم يكونوا منذ بداية الحرب أحد أولوياته؟ من الذي قتلهم وبأسلحة صهيونية ؟من الذي يريد إطالة زمن الحرب لتحقيق مصالح شخصية مدعيا أن جل أولوياته استعادة الأسرى؟

 فكيف سيكون الأسرى الجدد ضمن قائمة أولوياته اليوم؟ وخاصة أن بعض من حلل صور هؤلاء الجنود الأسرى توصلوا إلى نتيجة أنهم من مرتزقة العالم؟

وأخيرا فالمجازر كما ذكرت سابقا هي ديدن هذه الدولة ومجزرة رفح ليست الأولى في تاريخها الدموي ولن تكون الأخيرة ما لم تنتفض الأمة جمعاء. وواقع رفح اليوم هو واقعنا القادم.

فلنتعقل قبل أن نكيل الاتهامات لمقاومة تركت وحيدة تقاتل دولا كبرى بعتادها وأموالها، مقاومة تصل الليل بالنهار لنسج فجر جديد عنوانه الانتصار بإذن الله وإزالة شوكة الاحتلال ومن يقف خلفهم. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة