• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 11:21:17 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ غطرسة وتصورات نمطية

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

منذ بداية حربها على غزة ودولة الاحتلال تروج عبر قنواتها بأنّها المنتصر الذي لا غبار عليه بالتالي تقوم بوضع مخططاتها لليوم التالي للحرب لكن وفي كل مرة تدخل فيها منطقة من القطاع تعود لسحب قواتها، وبذلك يتضح عكس ما روجت له.

حيث أن الحقيقة أنها خرجت منتصرة بتنفيذ المجازر والاستقواء على المدنيين العُزّل. بينما لم تحقق الأهداف التي من أجلها بدأت به عدوانها الغاشم.

وفي كل مرة تتكشف لها مفاجآت جديدة استقبلت المقاومة الفلسطينية بها جنود الاحتلال.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن دولة الاحتلال لم ترى أمامها غير التصورات النمطية في تعاملها مع المقاومة. وبهذا الفعل وتلك التصورات ستقضي المفاجآت على خططها لما بعد الحرب، لذلك فهي أخطأت خطأ فادحا في التصورات التي بنتها وبدأت الحرب على أساسها.

لكن ما سبب رسوخ تلك التصورات النمطية؟

الإجابة ببساطة.. إنها الغطرسة الصهيونية التي لا تسمح لها أن ترى حين تنظر في مرآتها سوى ذاتها المتضخمة، بينما ترى الآخرين صغارا، ضعافا أمام ضخامتها.

تدوسهم بأقدامها الضخمة المتغطرسة دون أن يخطر لها أنها وقت السقوط لن تساعدها تلك الضخامة ولا الغطرسة على الوقوف إلا إذا توفرت لها رافعة تساعدها على الوقوف.

والرافعة اليوم هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسندها في كل سقوط بعد خسارة محتملة.

غير أن وقوفها بعد السقوط لن يتركها كما كانت، بل إنها في كل مرة تسقط سيتهشم جزء من غطرستها شاءت أم أبت، هذا التهشيم حاصل.

ففي كل مرة يخرج من منطقة ويدخل أخرى يجد المقاومة له بالمرصاد، تنكل به من خلال نصب الكمائن وعمليات القنص وتدمير آلياتهم وغيرها من الأساليب والوسائل التي تبدع بها المقاومة.

فيخرج الجيش بمئات الخسائر مدعيا الانتصار والقضاء على المقاومة هناك.

ولحفظ ماء الوجه يرفض هذا العدو المفاوضات المشروطة وإيقاف إطلاق النار، فيتجه نحو منطقة جديدة ليجد نفسه في ورطة أشد من سابقتها. فالأفخاخ بانتظاره لا تتركه حتى تحطم شيئا من غطرسته وظنه، وأن قوته سوف تفيده.

وهكذا حتى دخل رفح متهددا متوعدا بأنها محطته الأخيرة للقضاء على حد زعمه على بقايا ألوية المقاومة لكسب انتصار أمام العالم.

إقرأ لنفس الكاتبة:

الحرب على غزة ـ من عصابات إرهابية إلى أحزاب منشقة

الحرب على غزة ـ لمن أشكو همي والقاضي غريمي

الحرب على غزة ـ تبريرات باطلة

وهنا في رفح صدقت المقاومة بما وعدتهم لو دخلوها وكذب بنيامين نتنياهو بما توعد. فها هم جنوده يقتلون بالعشرات مرة بالاشتباك من مسافة صفر ومرة من خلال عمليات الاستدراج وتفجير العبوات المضادة للأفراد بهم. وتفجير الآليات بقذائف الياسين واستهداف القوات بقذائف الهاون وتفجير فتحات الأنفاق واستهداف مروحيات الأباتشي وغير ذلك.

فالمقاومة كما أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أنهم "على استعداد لمعركة استنزاف طويلة مع العدو".

وبناء على ما ذكرنا سابقا.. هل صدقت التصورات النمطية التي وضعها بنيامين نتنياهو وحكومته نصب عينيهم حين قرروا شن هذا العدوان على قطاع غزة؟

وما هي ردات أفعالهم اليوم وهم يشاهدون جنودهم وضباطهم تصطادهم المقاومة الفلسطينية كما يصطاد الصياد البط كما وصفها أبو عبيدة.

وكم من البط سيضحي نتنياهو ليحقق ما توعد به من بداية الحرب، وخاصة وأن المفاجآت التي أعدتها المقاومة كثيرة ومتنوعة؟؟

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة