• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 26, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 12:00:41 م
inner-page-banner
مقالات

الحرب على غزة ـ من عصابات إرهابية إلى أحزاب منشقة

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

يتسم النظام السياسي في دولة الاحتلال بتعدد الأحزاب والقوائم السياسية. حيث يتوجب على الناخب أن يختار قائمة حزبية بأكملها، ثم يتم تمثيل كل حزب داخل "الكنيست" بناء على عدد الأصوات التي حصلت عليها قائمته.

غير أن الشخصيات تلعب دورا مساويا للبرامج الحزبية في الانتخابات. ما يجعل الأحزاب في حركة دائبة بين الانشقاق والتحالف.

وبسبب ذلك نجد أن مشاعر الكراهية كثيرا ما تكون حاضرة بين المرشحين بالإضافة إلى الناخبين. وهذا يعكس حالة الانقسام التي تسود في هذا المجتمع الذي يدعي أنه مجتمع على النمط الغربي.

وبالرجوع إلى النواة الأساسية التي نمت منها الأحزاب الصهيونية السياسية، نجد على سبيل المثال أن حزب "الماباي" الذي كان يترأسه "دافيد بن غوريون" أطل برأسه من العصابة المعروفة "الهاجاناه" ذات الطابع العسكري والتي كان لها دور كبير في تنفيذ عمليات التطهير العرقي عام ٤٨.

أما حزب "المابام" العمالي فقد خرج من نواة عصابة "البالماخ" شبه العسكرية.

وحزب "حيروت" الذي يعد النواة الأساسية لحزب "الليكود" اليميني المتطرف فقد نما وترعرع في تربة العصابة الإرهابية "منظمة الإرجون" والتي قادها المتطرف "فلاديمير جابوتنسكي" وورثها من بعده "مناحيم بيغن" المجرم.

وهذا التاريخ يقودنا إلى خلاصة مهمة وهي أن هذه الأحزاب ليست أحزابا بالمعنى المتعارف عليه في أوروبا الغربية، إنما هي أحزاب أساسها عصابات إرهابية تتغذى على دماء الأبرياء وسلب الحقوق.

فالأباء المؤسسون للدولة من يهود الأشكيناز هم من أسس هذا الحزب واقصد حزب العمل، الذي حمل شعار "الاشتراكية والتقدمية" الكاذبة.

فنظرتهم الشوفينية الغربية دفعتهم للاستئثار بالمناصب القيادية والرفيعة واستبعاد يهود الشرق السفارديم منذ قيام الدولة وحتى عام ١٩٧٧.

إلا أنه وعندما رجحت كفة الميزان الديمغرافي لصالح يهود السفارديم وتفوق على يهود الأشكيناز، استقطبهم حزب الليكود المعارض للحكومة آنذاك فصعد سدة الحكم في ٧٧. وبدأ نجم العمل بالأفول.

واليوم في حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ تعاني دولة الاحتلال أزمة انشقاقات بين أعضاء حزب الليكود من جهة وبينه وبين الأحزاب الأخرى من جهة.

وقد وصل الانشقاق والتفتت إلى الشارع اليهودي.

إقرأ لنفس الكاتبة:

الحرب على غزة ـ لمن أشكو همي والقاضي غريمي

الحرب على غزة ـ تبريرات باطلة

فبينما يعتمد نتنياهو على الصهاينة المتدينين و الأرثوذكس المتطرفين في دعمه لمواصلة الحرب، نجد شريحة واسعة في المجتمع اليهود يطالبه بوقف الحرب واستعادة الأسرى، وأن أعداء الديمقراطية موجودة في حكومته.

وهذا يوآف غالانت من حزب الليكود ووزير الدفاع في حكومة نتنياهو يدخل في صدامات متكررة مع سموتريتش وبن غفير من نفس الحزب في معركة بشأن رفضه حكم عسكري دائم في غزة في اليوم التالي للحرب.

أما من يسمى بوزير العدل "ياريف ليفين" عضو الليكود فيقول " ان الشعب الإسرائيلي لن يوافق على تسليم غزة لسيطرة السلطة "الإرهابية الفلسطينية"، وأمنها لن يتم ضمانه إلا من خلال التصميم على النصر". فيقف بهذا إلى صف بن غفير وسموتريتش ودعوا جميعا لإقالة يوآف غالانت.

كما طفت على السطح مسألة تجنيد طلاب المعاهد الدينية "الحريديم" في الجيش وهو تحرك يدعمه "غانتس" من حزب حوسين يسرائيل هو ائتلاف سياسي وسطي ليبرالي، وحلفاؤه بالإضافة إلى كثير من العلمانيين، غير أن الأحزاب الدينية تعارضه بشدة.

فالمجتمع في دولة الاحتلال منقسم على نفسه على مستوى الأحزاب والشعب والقيادات العسكرية وغيرها. وهذا الأمر ليس بالجديد، إلا أن غزة كشفت المستور.

واليوم غزة هي الكاشفة والحقيقة التي لن تغيب شمسها.. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة